قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوه (عن نافع بن كيسان)(١) ان أباه أخبره انه كان يتجر بالخمر في زمن النبي صلَّى الله عليه وسلم وأنه أقبل من الشام ومعه خمر في الزقاق (٢) يريد بها التجارة فأتى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني جئتك بشراب جيد، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يا كيسان إنها قد حرمت بعدك (٣)، قال أفأبيعها يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إنها قد حرمت وحرم ثمنها، فانطلق كيسان الى الزقاق فاخذ بأرجلها ثم أهراقها (٤)(عن عبد الرحمن ابن وعلة)(٥) قال سألت ابن عباس عن بيع الخمرة فقال كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم صديق من ثقيف أو من دوس فلقيه بمكة عام الفتح برواية (٦) خمر يديها اليه، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يا أبا فلان أما علمت ان الله حرمها؟ فأقبل الرجل على غلامه فقال اذهب فبعها؛ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يا أبا فلان بماذا أمرته؟ قال أمرته أن يبيعها، قال ان الذي حرم شربها حرم بيعها، فامر بها فأفرغت في البطحاء (٧)(عن عبد الرحمن بن غنم)(٨) الأشعري ان الاري (٩) كان يهدي رسول الله صلَّى الله عليه وسلم كل عام رواية من خمر فلما كان عام حرمت فجاء برواية فلما نظر اليه نبي الله صلَّى الله عليه وسلم ضحك قال هل شعرت أنها قد حرمت بعدك؟ قال يا رسول الله أفلا أبيعها فأنتفع بثمنها؟ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم لعن الله اليهود، انطلقوا إلى ما حرّم، عليهم من شحوم البقر والغنم فأذابوه فجعلوه ثمنا له وفي لفظ (فأذابوه وجعلوه) إهالة (١٠) فباعوا به ما يأكلون وإن الخمر حرام
أن شاع تحريمها، وإنما باع العصير، (وقيل) إنه خلل الخمر وباعها وان عمر يعتقد أن ذلك لا يحلها كما هو قول أكثر العلماء، واعتقد سمرة الجواز كما تأوله غيره انه يحل التخليل ولا ينحصر الحل في تخليلها بنفسها (وقال الإسماعيلي)، يحتمل أن سمرة علم تحريمها ولم يعلم تحريم بيعها ولذلك اقتصر عمر على ذمه دون عقوبته فقال قاتل الله سمرة وتقدم معنى قاتل، لكن يحتمل أن عمر رضي الله عنه لم يرد به الدعاء وإنما هي كلمة يقولها العرب عند إرادة الزجر فقالها عمر تغليظا (تخريجه) (ق فع نس جه هق) (١) (سنده) حدّثنا قتيبة ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن عن نافع بن كيسان الخ (غريبه) (٢) بكسر الزاي جمع زق بكسرها وهو السقاء أو جلد يجز ولا ينتف للشراب وغيره وكبش مزقوق سلخ من رأسه إلى رجله، قاله في القاموس، والمراد انه إناء من جلد الغنم كالقربة يوضع فيه الخمر وغيره (٣) أي بعدما فارقتنا (٤) أي صبها على الأرض (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب طس) وفيه نافع بن كيسان وهو مستور (٥) (سنده) حدّثنا يعلى ثنا محمد بن إسحاق عن القعقاع بن حيم عن عبد الرحمن بن وعلة الخ (غريبه) (٦) سميت راوية لأنها تروي صاحبها ومن معه (٧) يعني بطحاء مكة وهو مسيل واديها (تخريجه) (م نس هق) (٨) (سنده) حدّثنا روح ثنا عبد الحميد بن بهرام قال سمعت شهر بن حوشب قال حدثني عبد الرحمن بن غنم (بوزن عمرو) الخ (غريبه) (٩) هو تميم الداري كما صرح بذلك في رواية الطبراني فطائن الراوي حذف لفظ تميم في رواية الامام احمد (١٠) بكسر الهمزة يقال لكل شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة، وقيل هو ما أذيب