سفينة يبيعه ومعه قرد، قال فكان الرجل إذا باع الخمر شابه (١) بالماء ثم باعه، قال فأخذ القرد الكيس فصعد به فوق الدقل (٢) قال فجعل يطرح دينارًا في البحر ودينارًا في السفينة حتى قسمه (عن عبد الله بن عمرو)(٣) بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخاف على أمتي إلا اللبن (٤) فإن الشيطان بين الرغوة والصريح (باب ما جاء في المصراة) * (عن أبي هريرة)(٥) يبلغ به قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلقوا (٦) البيع ولا تصُروا (٧) الغنم والإبل للبيع، فمن ابتاعها بعد ذلك (٨) فهو بخير النظرين إن شاء أمسكها وإن شاء ردها بصاع تمر
قبلكم) يعني من الأمم السالفة (١) الشوب الخلط أي خلطه بالماء على سبيل الغش، وقد جاء في رواية للبيهقي أنه جعل في كل زق نصفًا ماء ثم باعه على أنه خمر خالص (٢) الدقل بوزن الجمل هو خشبة يمد عليها شراع السفينة وتسميها البحرية الصاري، وجاء في رواية للبيهقي قال فألهم الله القرد صرة الدنانير فأخذها فصعد الدقل ففتح الصرة وصاحبها ينظر إليه فأخذ دينارًا فرمى به في البحر ودينارًا في السفينة حتى قسمها نصفين اهـ (تخريجه) (طب هق) وقال المنذري لا أعلم في رواته مجروحًا، قال وروى عن الحسن مرسلًا* (٣) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحلبي عن عبد الله بن عمرو الخ (غريبه) (٤) معناه إلا الغش في اللبن: وخص اللبن بالغش دون غيره مع أن الغش في كل مذموم لأن الغش في اللبن لا يظهر إلا بالتدقيق والتأمل الكثير بخلافه في غيره من الأشياء الأخرى فإنه يظهر فيه بأقل تأمل (وقوله فإن الشيطان الخ) تعليل لتخصيص اللبن بالذكر، والمراد يكون الشيطان بين الرغوة والصريح ما ينشأ عن وسوسته للناس من الغش بخلط اللبن بالماء فيكون مختبئًا بين الرغوة وهي ما يعلو اللبن عند حلبه، ويقال له الزبد بفتح الموحدة، والصريح اللبن الخالص (ويحتمل معنى آخر) وهو أن المراد بالشيطان ما يكون بين اللبن والرغوة قبل إليه من الميكروبات والجراثيم الضارة بالصحة، واستعير لها اسم الشيطان مجازًا بجامع الضرر في كل، وعلى هذا فيكو الخوف على الأمة من جهة الضرر بالصحة كما اكتشفه الأطباء في هذا العصر لا من جهة الغش والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد وإن كان فيه ابن لهيعة لأنه قال حدثنا، فحديثه حسن (باب) * (٥) (سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٦) بفتح الفوقية واللام وتشديد القاف مفتوحة، وًاله تتلقوا حذفت إحدى التاءين تخفيفًا (والبيع) بمعنى المبيع من السلع، والمعنى لا تلقوا السلع من جالبيها قبل دخولها السوق لأن من تلقاهم يكذب في سعر البلد ويشتري بأقل من ثمن المثل وفي ذلك خدعة للبائع (٧) بفتح أوله وضم الصاد المهملة والراء المشددة من الصر وهو ربط أخلاف الماشية (قال الإمام الشافعي) رحمه الله النصرية هي ربط أخلاف الشاه أو الناقة وترك حلبها حتى يجتمع لبنها فيكثر فظن المشتري أن ذلك عادتها فيزيد في ثمنها لما يرى من كثرة لبنها اهـ وإنما اقتصر على ذكر الإبل والغنم دون البقر لأن غالب مواشيهم كانت من الإبل والغنم والحكم واحد خلافًا لداود (٨) أي بعد النصرية، وقيل بعد العلم بهذا النهي (وقوله فهو يخير النظرين) يعني أنه مخير بين أمرين (أحدهما) إن شاء أمسكها ثلاثة أيام كما جاء في رواية لمسلم (ولفظه) من ابتاع شاه مصراه فهو بالخيار ثلاثة أيام إن شاء أمسكها وإن شاء ردها ورد معها صاعًا من تمر اهـ (والثاني) أن يردها مع صاع من تمر