للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في التسعير ونبذة من ترجمة عبيد الله بن زياد]-

يطلبني أحد بمظلمةٍ (١) ظلمتها اياه في دمٍ ولا مال (عن أبي سعيدٍ الخدري) (٢) قال غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له لو قومت لنا سعرنا، فقال إن الله هو المقوم أو المسعر إني لأرجو أن أفارقكم وليس أحد منكم يطلبني بمظلمةٍ في مالٍ ولا نفس (عن أبي هريرة) (٣) أن رجلًا قال سعر يا رسول الله، قال إنما يرفع الله ويخفض، إني لأرجو أن ألقى الله عز وجل وليس لأحدٍ عندي مظلمة، قال آخر سعر فقال ادعوا الله عز وجل (عن الحسن) (٤) (يعني البصري) قال ثقل معقل (٥) بن يسار فدخل إليه عبيد الله بن زياد يعوده فقال هل تعلم يا معقل أني سفكت دمًا؟ قال ما علمت. (٦) قال هل تعلم أني دخلت في شيءٍ من أسعار المسلمين؟ قال ما علمت، قال أجلسوني؛ ثم قال اسمع يا عبيد الله حتى أحدثك شيئًا لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم


تعالى هو الذي يرخص الأشياء ويغليها، أي فمن سعر فقد نازعه فيما له تعالى، وليس لأحدٍ أن ينازعه جل شأنه (١) بكسر اللام ما تطلب من عند الظالم مما أخذه منك وقد تفتح اللام وتضم، والأفصح الأشهر كسرها، وفيه نهي عن التسعير: ووجه النهي التصرف في أموال الناس بغير إذنهم فيكون ظلمًا: وربما يؤدي إلى القحط، والمراد أنه لا يكف الناس بالتسعير ولكن يؤمرون بالإنصاف والشفقة على الخلق والنصيحة لهم، ويؤاخذ المحتكر منهم بما يردعه من انواع العقوبات (تخريجه) (د جه مي بز عل) وصححه الترمذي، قال الحافظ واسناده على شرط مسلم، وصححه أيضًا ابن حبان (٢) (سنده) حدثنا علي بن عاصم ثنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيدٍ الخدري الخ (تخريجه) (جه بز طب) ورجاله رجال الصحيح وحسنه الحافظ (٣) (سنده) حدثنا سليمان أنا اسماعيل اخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (دطس) ورجاله رجال الصحيح (٤) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا زيد يعني ابن مرة أبو المعلي عن الحسن الخ (غريبه) (٥) بوزن مسجد بن يسار بياء ثم سين مهملة من مشهوري الصحابة شهد بيعة الرضوان ونزل البصرة وبها توفي في آخر خلافة معاوية سنة ستين من الهجرة وقيل في أول خلافة يزيد بن معاوية بعد الستين والله أعلم (٦) الظاهر ان معقل بن يسار شهد لعبيد الله بن زياد هذه الشهادة قبل أن يظهر فسقه وينتشر وقد ثبت في التاريخ أنه كان ظالمًا سفاكًا للدماء خصوصًا دماء أهل البيت رضي الله عنهم (فمن ذلك) أمره بقتل مسلم بن عقيل بن جعفر أخي الإمام علي رضي الله عنه والتنكيل به وهو يهلل ويكبر ويستغفر ويقول اللهم احكم بيننا وبين قومٍ غرونا وخذلونا ثم ضربت عنقه وألقي برأسه إلى أسفل القصر وأتبع رأسه بجسده ثم أمر بقتل جميع أنصاره وحز رءوسهم وإرسالها على يزيد بن معاوية بالشام (ومن ذلك) أمره بقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما وقتل شيعته وأهل بيته ومنع الماء عنهم والتمثيل بهم، وقد سلط الله عليه ابراهيم بن الأشتر النخعي فقتله في يوم عاشوراء سنة سبعٍ وستين في مثل اليوم الذي قتل فيه الحسين وحز رأسه وبعث به إلى المختار بالكوفة مع البشارة بالنصر والظفر، وقتل قتلة الحسين ومن عاون على قتله وانتقم الله منهم شر انتقام: ثم يعث المختار برءوسهم إلى ابن الزبير فنصبت في مكة والمدينة وأراح الله منهم العباد والبلاد (روى الترمذي) بسنده عن عميرة بن عمير قال لما جيء برأس عبيد الله (يعني ابن زياد) وأصحابه فنصبت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليها وهم يقولون قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تخلل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهةً ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>