-[قوله صلى الله عليه وسلم الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل]-
الناس زمان يأكلون فيه الربا، قال قيل له الناس كلهم؟ قال من لم يأكله منهم ناله من غباره (١) * (عن ابن مسعود)(٢) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل (٣) * (حدثنا حسين بن محمد)(٤) ثنا جرير يعني ابن أبي حازم عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبد الله ابن حنظلة غسيل الملائكة (٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم درهم ربا يأكله الرجل (٦) وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية (٧)(حدثنا وكيع) ثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة
منذ نحو من أربعين أو خمسين سنة عن أبي هريرة إلخ (غريبه) (١) أي أثره ولو بغير قصد، وقد وقع ما أخبر له صلى الله عليه وسلم فقد انتشر الربا في زماننا هذا انتشارًا مريعًا حتى عم الجميع نسأل الله السلامة: وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (د نس جه هق ك) قال الحاكم قد اختلف أئمتنا في سماع الحسن من أبي هريرة، فإن صح سماعه منه فهذا حديث صحيح اهـ (قلت) قال الذهبي سماع الحسن من أبي هريرة بهذا صحيح (٢) (سنده) حدثنا حجاج ثنا شريك عن الركين بن الربيع عن أبيه عن ابن مسعود إلخ (غريبه) (٣) بضم القاف يعني أن الربا وإن كان زيادة في المال عاجلًا، يؤول إلى نقص ومحق آجلًا بما يفتح على المرابي من المغارم والمهالك، قال تعالى {يمحق الله الربا} (تخريجه) (جه بز ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وحسنه الحافظ * (٤) (حدثنا حسين إلخ) (غريبه) (٥) قال المنذري حنظلة والد عبد الله لقب بغسيل الملائكة لأنه كان يوم أحد جنبًا وقد غسل أحد شقي رأسه فلما سمع الهيعة (يعني الصوت المفزع من العدو) والمراد اشتباك المسلمين مع الكفار في الحرب خرج فاستشهد: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيت الملائكة تغسله اهـ وسيأتي الكلام عليه في ترجمته من كتاب المناقب إن شاء الله تعالى (٦) يعني الإنسان سواء كان ذكرًا أم أنثى وذكر الرجل غالبي (وقوله وهو يعلم) أي والحال أنه يعلم أنه ربا أو يعلم الحكم، فمن نشأ بعيدًا عن العلماء ولم يقصر فهو معذور (٧) قال الطيبي رحمه الله إنما كن أشد من الزنا لأن من أكل الربا فقد حاول مخالفة الله ورسوله ومحاربتهما بعقله الزائغ قال تعالى {فأذنوا بحرب من الله ورسوله} أي بحرب عظيم فتحريمه محض تعبد ولذلك رد قولهم {إنما البيع مثل الربا} بقوله عز وجل (وأحل الله البيع وحرم الربا) وأما قبح الزنا فظاهر شرعًا وعقلًا وله روادع وزواجر سوى الشرع فآكل الربا يهتك حرمة الله، والزاني يخرق جلباب الحياء اهـ وهذا وعيد شديد لم يقع مثله على كبيرة إلا قليلًا نسأل الله السلامة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح اهـ (قلت) وصححه أيضًا الحافظ السيوطي ووثق رجاله الحافظ العراقي، (ومع هذا) فقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات وذب عنه الحافظ بن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه القول المسدد في الذب عن المسند بعد أن ذكره بسنده كما هنا (قال رحمه الله) أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند ومن طريق أخرى وأعل طريق المسند بحسين بن محمد فقال هو المروزي قال أبو حاتم رأيته ولم أسمع منه: وسئل أبو حاتم عن حديث يرويه حسين فقال خطأ، فقيل له الوهم ممن؟ قال ينبغي أن يكون من حسين (قال الحافظ) حسين احتاج به الشيخان ولم يترك أبو حاتم السماع منه باختيار أبي حاتم فقد نقل ابنه عنه أنه قال أتيته مرات بعد فراغه من تفسر شيبان وسألته أن يعيد علي بعض المجلس فقال تكرير ولم أسمع منه شيئًا، وقال معاوية بن صالح قال لي أحمد بن حنبل اكتبوا عنه ووثقه العجلي وابن سعد والنسائي وابن قانع ومحمد بن مسعود العجمي وآخرون، ثم لو كان كل من وهم