للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قصة الرجل الذي استدان ألف دينار وأرسلها للدائن في خشبة رمي بها في البحر فوصلته]-

ألف دينار وصحيفة معها إلى صاحبها (١) ثم زجج موضعها ثم أتى بها البحر، ثم قال اللهم أنك قد علمت أني استلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلاً قلت كفى بالله كفيلا فرضى بك، وسألني شهيدا، فقلت كفى بالله شهيدًا فرضى بك، وأنى جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه بالذي له فلم أجد مركبا وأنى أستودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه (٢) ثم انصرف ينظر وهو في ذلك يطلب مركبا يخرج إلى بلده (٣)، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا يجيء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا (٤) فلما كسرها وجد المال والصحيفة (٥) ثم قدم الذي كان تسلف منه فأتاه بألف دينار وقال والله ما زلت جاهدًا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه، قال هل كنت بعثت إلى بشيء؟ قال ألم أخبرك أني لم أجد مركبا قبل هذا الذي جئت فيه، قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت به في الخشية فانصرف ف بألفك راشدًا (٦) * (عن العرباض بن سارية) (٧) قال بعت من النبي صلى الله عليه وسلم بكراً (٨) فأتيته أتقاضاه فقلت ٢٨١ يا رسول الله أفضى ثمن بكري، فقال أجل، لا أقضيكها إلا نجيبة (٩)، قال فقضاني فأحسن قضائي قال وجاء أعرابي فقال يا رسول الله أقضنى بكرى فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جملا قد أسن فقال يا رسول الله هذا خير من بكري؛ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خير القوم خيرهم قضاء (١٠) (عن جابر بن عبد الله) (١١) قال كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني ٢٨٢


وغدا رب المال إلى الساحل يسأل عنه فيقول اللهم أخلفني وإنما أعطيت لك (وقوله فأخذ خشبة) يعني الذي استسلف (١) يعني إلى الدائن وفي رواية للبخاري وكتب إليه صحيفة من فلان إلى فلان إني دفعت مالك إلى وكيل توكل بي (وقوله ثم زجج) بزاي وجيمين قال القاضي عياض سمرها بمسامير كالزج (وفي النهاية) أي سوى موضع النقر وأصلحه من تزجيج الحواجب وهو حذف زوائد الشعر، ويحتمل أن يكون مأخوذا من الزج (بضم الزاي) النصل: وهو أن يكون النقر في طرف الخشبة فترك فيه زجا ليمسكه ويحفظ ما في جوفه أهـ (٢) بفتح اللام من باب وعد أي دخلت في البحر (٣) أي بلد أسلفه (٤) نصب على أنه مفعول لفعل محذوف تقديره فأخذها لأجل أهله يجعلها حطبا للايقاد (٥) زاد البخاري فقرأها وعرف (٦) زاد البخاري قال أبو هريرة ولقد رأيتنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر مراؤنا ولغطنا أيهما آمن (تخريجه) (خ) في باب الكفالة في القرض والديون معلقا: قال الحافظ ورواه البخاري موصولا في باب ما يستخرج من البحر من كتاب الزكاة: قال وله طريق أخرى علقها البخاري في كتاب الاستئذان من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة ووصلها في الأدب المفرد وابن حبان في صحيحه من هذا الوجه أهـ * (٧) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا معاوية بن صالح عن سعيد بن هانئ قال سمعت العرباض بن سارية قال بعث من النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٨) البكر بفتح الموحدة الفتى من الإبل بمنزلة الغلام من الناس والأنثى بكرة جمعه بكارة بالكسر (٩) النجيب الفاضل من كل حيوان وقد نجب بضم الجيم ينجب بضمها أيضا نجابة إذا كان فاضلا نفيسا في نوعه (١٠) أي الذين يؤدون الدين إلى أصحابه على أحسن وجه (تخريجه) (نس جه بن) وسنده جيد * (١١) (سنده) حدثنا وكيع ثنا مسعد عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>