٢٨٣ (عن أبي رافع)(١) أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف من رجل بكرا (٢) فأتته إبل من إبل الصدقة، فقال أعطوه فقالوا لا نجد له إلا رباعيا (٣) خيارًا، قال أعطوه فإن خيار الناس أحسنهم قضاءا * (عن ٢٨٤ أبي هريرة)(٤) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه (وفي لفظ يتقاضي النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا) فاغلظ له (٥) قال فهم به أصحابه (٦) فقال دعوه فإن لصاحب الحق مقالا (٧) قال اشتروا له بعيرا فأعطوه إياه، (وفي لفظ التمسوا له مثل سن بعيره) قالوا لا نجد إلا سنا أفضل من سنة، قال فاشتروه فأعطوه إياه (٨) فإن من خيركم أحسنكم قضاءا (٩)(زاد في رواية) قال الاعرابي ٢٨٥ أوفيتني أوفاك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن خيركم خيركم قضاءا * (عن عبد الله بن عمرو)(١٠) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل رجل الجنة بسماحته قاضيا (١١) ومقتضيا (باب التحذير ٢٨٦ من الدين وجوازه للحاجة وما جاء في استدانة النبي صلى الله عليه وسلم) * (عن عقبة بن عامر)(١٢) الجهني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم يقول لأصحابه لا تخيفوا أنفسكم أو قال الأنفس؛ فقيل له يا رسول الله وما نخيف أنفسنا؟ قال الدين (١٣)
الخ (تخريجه) (م د هق) * (١) (سنده) حدثنا يحيي بن سعيد عن مالك قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي رافع الخ (غريبه) (٢) أي أخذه سلفا يعني استقرضه كما في بعض الروايات والبكر تقدم معناه في شرح حديث العرباض بن سارية (٣) بفتح الراء وتخفيف الموحدة والياء التحتية، وهو من الإبل ما أتى عليه ست سنوات ودخل في السابعة حين طلعت رباعيته، والرباعية بوزن الثمانية السن التي بين الثنية والناب (وقوله خيارا) عبارة المشكاة (إلا جميلا خياراً) قال في المرقاة يقال جمل وناقة خيارة أي مختارة (تخريجه) (م لك مي خز طح طب هق. والأربعة) * (٤) (سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة قال أنبأني سلمة بن كهيل قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن بمنى يحدث عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٥) أي عنفه ولم يرفق به في طلب حقه، ولعل هذا المتقاضي كان من جفاة العرب. أو ممن لم يتمكن الإيمان في قلبه (٦) يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أي قصدوا أن يزجروه ويؤذوه بقول أو فعل لكن لم يفعلوا تأدبا معه صلى الله عليه وسلم (٧) يريد صلى الله عليه وسلم بذلك صوله الطلب وقوة الحجة ولكن مع رعاية الأدب المشروع وهذا من كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وانصافه وقوة صبره على جفاء الأعراب مع قدرته على الانتقام (٨) أي أعطوه الأفضل وليس هو من قرض جر منفعة إلى القرض، لأن ذاك ما كان مشروطا في العقد، وأما هذا فمن كرمه صلى الله عليه وسلم وجوده (٩) معناه فإن خيركم معاملة أحسنكم قضاء لدينه برده أمثل منه (تخريجه) (ق نس مذ جه) * (١٠) (سنده) حدثنا عبد الصمد حدثني أبي ثنا حبيب يعني المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو الخ (غريبه) (١١) أي مؤديا ما عليه بسماحة نفس بدون أن يتعب الدائن (ومقتضيا) أي طالبا ماله ليأخذه بدون تعنيف المدين والإغلاظ له في القول (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون، (باب) * (١٢) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة أخبرني بكر بن عمرو وأن شعيب بن زرعة أخبره قال حدثني عقبة بن عامر الخ (غريبه) (١٣) بفتح الدال المهملة والمعنى لا تخفوا أنفسكم بالدين بعد أمنها من الغرماء، وإنما كان الدين جالبا للخوف لشغل القلب بهمه وقضائه والتذلل للغريم