-[عداوة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم وقصته مع بعضهم في الدين]-
الميسرة (١)؛ فقال وما الميسرة؟ ومتى الميسرة؟ والله ما لمحمد ثاغية (٢) ولا زاغية: فرجعت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم (٣) فلما رآني قال كذب عدو الله أنا خير من يبايع، لأن يلبس أحدكم ثوبا من ٢٩٠ وقاع (٤) شتى خير له من أن يأخذ بأمانته (٥) أو في أمانته ما ليس عنده (٦) * (عن عكرمة عن عائشة)(٧) قالت كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان عمانيان (٨) أو قطريان فقالت له عائشة إن هذين ثوبان غليظان ترشح فيهما (٩) فيثقلان عليك وإن فلانا جاءه بن (١٠) فابعث إليه يبيعك ثوبين إلى الميسرة، قال قد عرفت ما يريد محمد: إنما يريد أن يذهب بثوبي أي لا يعطيني دراهمي فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال شعبة (١١) أراه قال قد كذب، لقد عرفو أني أتقاهم لله عز وجل أو قال أصدقهم حديثا وآداهم (١٢) للأمانة (باب التشديد على المدين إذا لم يرد الوفاء أو تهاون ٢٩١ فيه وعدم صلاة الفاضل على من مات وعليه دين) * (عن أبي هريرة)(١٣) أن رسول الله
والصواب ما ذكره الحافظ في تعجيل المنفعة، ويؤيد ذلك ما سيأتي في التخريج أن الرجل كان يهوديا والله أعلم (١) معناه أن يكون الثمن دينا على النبي صلى الله عليه وسلم إلى الميسرة (٢) الثغاء بضم المثلثة صياح الغم (والرغاء) بضم الراء صوت الإبل: يريد بذلك أنه صلى الله عليه وسلم فقير لا يملك شاة ولا بعيرا فلأي شيء أعطيه ولم يدر عدو الله أن الصدق شيمته والوفاء حليته صلى الله عليه وسلم (٣) يعني فأخبرته بما قال الرجل كما صرح بذلك في رواية عند الطبراني في الأوسط قال (فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته) وسيأتي في التخريج (٤) بكسر الراء جمع رقعة بضمها وهي خرقة تجعل مكان القطع من الثوب (وقوله شتى) أي متفرقة (٥) أي خير له من أن يظن الناس فيه الأمانة أي القدرة على الوفاء فيأخذ منهم بسبب أمانته نحو ثوب بالاستدانة مع أنه ليس عنده ما يرجو منه الوفاء، فإنه قد يموت ولا يجد ما يوفي به دينه فيصير رهينا به في قبره (٦) جاء في آخر هذا الحديث في المسند قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الإمام أحمد) وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد، ولأنس في الطبراني الأوسط والبزار بنحو الطبراني إلا أنه قال هو الذي لا زرع له ولا ضرع، قال بعث بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهودي أستسلف إلى الميسرة فقال أي ميسرة له؟ هو الذي لا أصل له ولا فرع، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال كذب عدو الله أما لو أعطانا لأدينا إليه، وفيه راو يقال له جابر بن زيد وليس بالجعفي ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات أهـ * (٧) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمارة يعني ابن أبي حفصة عن عكرمة عن عائشة الخ (غريبه) (٨) نسبة إلى عمان بضم المهملة وتخفيف الميم آخره نون، قال ياقوت في معجمه اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند شرقي هجر تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع أهـ باختصار (وقوله أو قطريان) بكسر القاف وسكون الطاء المهملة نسبة إلى قطر بفتحتين، قال الأزهري في أعراض البحرين قرية قال لها قطر وأحسب الثياب القطرية نسبت لها فكسروا القاف للشبه وخففوا أهـ (وقال صاحب النهاية) ف الثوب القطري هو ضرب من البرود فه حمرة ولها أعلام، فيها بعض الخشونة، وقيل هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين (٩) أي يجلبان العرق لغلظهما (١٠) البز بالفتح نوع من الثياب: وقيل الثياب خاصة من أمتعة البيت، وقيل أمتعة التاجر من الثياب (١١) هو أحد رجال السند (وقوله أراه) بضم الهمزة أي أظنه (١٢) بمد الهمزة أصله وأداهم بهمزتين تحركت أولاهما وسكنت الثانية فأبدلت بالمد تخفيفا (تخريجه) (نس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (باب) * ١٣) (سنده) حدثنا أبو سلمة ثنا عبد العزيز عن ثور