-[التشديد على المدين إذا لم يرد الوفاء وعدم صلاة الفاضل عليه]-
صلى الله عليه وسلم قال من أخذ من أموال الناس يريد أداءها (١) أداها الله عنه، ومن أخذها يريد اتلافها (٢) أتلفه الله عز وجل (عن محمد بن عبد الله بن جحش)(٣) أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ٢٩٢ مالي يا رسول الله أن قتلت في سبيل الله؟ قال الجنة، قال فلما ولى قال إلا الدين (٤) سارني به جبريل عليه السلام آنفا * (وعنه أيضا عن أبيه)(٥) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ٢٩٣ مثله (٦) * (عن سلمة بن الأكوع)(٧) قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بجنازة فقال هل ٢٩٤ ترك من دين؟ قالوا لا، قال هل ترك من شيء؟ قالوا لا، قال فصلى عليه، ثم أتى بأخرى فقال هل ترك من دين؟ قالوا لا، قال هل ترك من شيء؟ قالوا نعم ثلاثة دنانير قال فقال بأصابعه (٨) ثلاث كيات، قال ثم أتى بالثالثة فقال هل ترك من دين؟ قال نعم، قال هل ترك من شيء؟ قالوا لا (٩) قال فصلوا على صاحبكم، فقال رجل من الأنصار (زاد في رواية يقال له أبو قتادة) على دينه يا رسول الله قال فصلى عليه (١٠) * (عن أبي موسى الأشعري)(١١) عن النبي صلى الله عليه وسلم ٢٩٥
ابن يزيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة الخ (غريبه) (١) أي سواء كانت تلك الأموال من جهة القرض أو من جهة معاملة من وجوه المعاملات (وقوله أداها الله عنه) أي يسر الله له ذلك بإعانته وتوسيع رزقه حتى يؤدي ما عليه (٢) أي إضاعتها على أصحابها ولو بالتصدق بها وعدم ردها (أتلفه الله عز وجل) يعني أتلف أمواله في الدنيا بكثرة المحن والمغارم والمصائب ومحق البركة: وعبر بأتلفه لأن إتلاف المال كإتلاف النفس أو في الآخرة بالعذاب، وهذا وعيد شديد يشمل من أخذ دينا وتصدق به ولا جد وفاءا لأن الصدقة تطوع ووفاء الدين واجب (تخريجه) (خ جه هق. وغيرهم) * (٣) (سنده) حدثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو كثير مولى الليثيين عن محمد بن عبد الله بن جحش الخ (غريبه) (٤) معناه أن من قتل في سبيل الله عز وجل له الجنة وإن كان مذنبا إلا الدين يعني وما في معناه من حقوق الآدميين فإن الجهاد لا يكفرها: واستثناؤه صلى الله عليه وسلم الدين بعد أن أجاب السائل بأن له الجنة محمول على أنه أوحى إليه بذلك في الحال، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم سارني به جبريل آنفا * (٥) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد ثنا عباد بن عباد ثنا محمد بن عمرو عن أبي كثير مولى الهدليين عن محمد بن عبد الله ابن جحش عن أبيه الخ (غريبه) (٦) أي يمثل الحديث السابق بلفظه ومعناه (تخريجه) هذا الحديث والذي قبله لم أقف عليهما لغير الإمام أحمد، والحديث السابق من رواية محمد بن عبد الله بن جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة لأنه صحابي صغير، وهذا الحديث من روايته عن أبيه عبد الله بن جحش وهو من كبار الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي كلا الحديثين أبو كثير مستور وبقية رجالهما ثقات، وتقدم أحاديث بهذا المعنى عن أبي هريرة وقتادة وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمرو في الجزء الرابع عشر من كتاب الجهاد صحيفة ٣١ و ٣٢ (٧) (سنده) حدثنا حماد بن مسعدة عن يزيد يعني ابن أبي عبيد عن سلمة ابن الأكوع الخ (غريبه) (٨) أي أشار بأصابعه أن هذا الميت يكوي ثلاث كيات بسبب إدخاره لهذه الدنانير، وكأنه ذكر ذلك لكونه من أهل الصفة فلم يعجبه أن يدخر: والظاهر أن هذا الرجل لم يكن له ورثة (٩) جاء في رواية للبخاري قال فهل عليه دين؟ قالوا ثلاثة دنانير، قال صلوا على صاحبكم، قيل إنه صلى الله عليه وسلم إنما امتنع من الصلاة عليه لارتهان ذمته بالدين والتنفير منه والزجر عن المماطلة (١٠) فيه أنه لو لم يبرأ بضمان أبي قتادة لما صلى عليه (تخريجه) (خ نس مذ هق) * (١١) (سنده) حدثنا عبد الله