قال إن أعظم الذنوب (١) عند الله عز وجل أن يلقاه (٢) عبد بها بعد الكبائر التي نهي عنها (٣) ٢٩٦ أن يموت الرجل وعليه دين لا يدع له قضاءا (٤) * (عن صهيب بن سنان)(٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيما رجل (٦) أدان من رجل دينا والله يعلم منه أنه لا يريد أداءه إليه فغره (٧) بالله ٢٩٧ واستحل ماله بالباطل لقى الله عز وجل يوم يلقاه وهو سارق (٨) * (عن محمد بن عبد الله بن جحش)(٩) قال كنا جلوسًا بفناء (١٠) المسجد حيث توضع الجنائز ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرينا (١١) فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره قبل السماء فنظر ثم طأطأ بصره ووضع يده على جبهته ثم قال سبحان الله سبحان الله ماذا نزل من التشديد، قال فسكتنا يومنا وليلتنا فلم نرها خيرًا (١٢) حتى أصبحنا قال محمد (١٣) فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما التشديد الذي نزل؟ قال في الدين؛ والذي نفس محمد بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم عاش ثم قتل في سبيل الله ثم عاش وعله دين ما دخل الجنة حتى يقضى دينه (باب في أن نفس الميت محبوسة عن الجنة بدينه) *
ابن يزيد ثنا سعيد بن أبي أيوب قال سمعت رجلا من قريش يقال له أبو عبد الله كان يجالس جعفر بن ربيعة قال سمعت أبا برده الأشعري يحدث عن أبيه (يعني أبا موسى الأشعري) عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (١) أي من أعظمها كقولهم فلأن أعقل الناس أي من أعقلهم (٢) قال الطبي أن يلقاه خبر إن؛ وأن يموت بدل منه، لأنك إذا قلت إن أعظم الذنوب عند الله موت رجل وعليه دين استقام، ولأن لقاء العبد ربه إنما هو بعد الموت: وإنما جعله هنا دون الكبائر لأن الاستدانه لغير معصية غير معصية، والقائم بعدم وفائه سبب عارض في تصنييع حق الآدميين، وأما الكبائر فمهية لذاتها (٣) أي التي نهي عنها في الكتاب والسنة (٤) هذا محمول على ما إذا قصر في الوفاء أو استدان لمعصية والله أعلم (تخريجه) (د هق) وسكت عنه أبو داود والمدري وحسنه الحافظ السيوطي * (٥) (سنده) حدثنا هشيم نا عبد الحمد بن جعفر عن الحسن بن محمد الأنصاري قال حدثني رجل عن التمر بن قاسط قال سمعت صهيب بن سنان يحدث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيما رجل أصدق امرأة صداقًا والله يعلم أنه لا يريد أداءه فغرها بالله واستحل فرجها بالباطل لقي الله يوم القيامة وهو زان، وأيما رجل أدان من رجل دينا الخ (غريبه) (٦) ذكر الرجل غالبي والمراد إنسان سواء كان ذكر أو أنثى (وقوله أدان) بتشدد المهملة، فإن في النهاية يقال دان واستدان ودان مشددا إذا أخد الدين واقترض، فإذا أعطى الدين قيل أدان مخففا (٧) أي يخدعة كأن أقسم له بالله (٨) أي يحشر في زمرة السارقين ويجازى بجزائهم (تخريجه) جه طب عل) وفي إسناده عند الإمام أحمد رجل لم يسم: وإسناده عند ابن ماجه متصل لا بأس به إلا أن فيه يوسف بن محمد بن صيفي: قال البخاري فيه نظر، وقال الحافظ في التقريب مقبول * (٩) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زهر عن العلاء عن أبي كثير مولى محمد ابن عبد الله بن جحش قال أخبرني محمد بن عبد الله بن جحش الخ (غريبه) (١٠) بكسر الفاء وهو المتسع امام المسجد ويجمع؟؟؟ على؟؟ (١١) أي أظهرنا ومعناه أن ظهرا منهم قدامه وظهرا منهم وراءه فهو مكشوف من جانبيه، ومن جوانبه إذا قيل بين أظهرهم ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين الصوم مطلقا (١٢) أي فلم نر حالة السكوت خيرا له (١٣) هو أبي عبد الله بن جحش راوي الحديث