للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[الحث على رد المظالم لأهلها في الدنيا قبل أن تؤخذ من حسنات الظالم في الآخرة]-

واحد منهما حقى لأخى (١) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إذ قلتما (٢) فاذهبا فاقتسما ثم توخيا (٣) الحق ثم إستهما (٤) ثم ليُحلل كل واحد منكما صاحبه * (عن أبى هريرة) (٥) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال من كانت عنده يعنى مظلمة (٦) لأخيه في ماله أو عرضه (٧) فليأته فليستحلها (٨) منه قبل أن يؤخذ أو تؤخذ (٩) وليس عنده دينار ولا درهم: فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته فأعطيها هذا وإلا أخذ من سيئاته هذا فألقى عليه (باب الصلح عن دم العمد بأكثر من الدية وأقل) * (عن عمرو بن شعيب) (١٠) عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل متعمداً دُفع إلى أولياء القتيل فإن شاءوا قتلوا: وإن شاءوا أخذوا الدية وهى ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة وذلك عقد العمد، وما صالحاو ليه فهو لهم وذلك تشديد العقل


والمعنى أنه يأتي يوم القيامة حاملا للحديدة التي يسعر بها النار على نفسه مع أثقاله والله أعلم (١) استدل به على صحة هبة المجهول وهبة المدعي قبل ثبوته وهبة الشريك لشريكه (٢) لفظ أبي داود أما إذا فعلتما ما فعلتما فاقتسما , قال في شرح السنة أما بتخفيف الميم يحتما أن يكون بمعنى حقا وإذا للتعليل (٣) بفتح الواو والخاء المعجمة (قال في النهاية) أي اقصدا الحق فيما تصنعان من القسمة يقال توخيت الشيء أتوخاه توخيا إذا قصدت إليه وتعمدت فعله (٤) قال الخطابي معناه اقترعا , والاستهام الاقتراع , ومنه قوله تعالى (فساهم فكان من المدحضين) أهـ والمعنى ليأخذ كل واحد منكما ما تخرجه القرعة في القسمة ليتميز سهم كل واحد منكما عن الآخر (وقوله ثم ليحلل) يوزن محسن أي ليسأل كل واحد منكما صاحبه أن يجعله في حل من قِبله بإبراء ذمته والله أعلم} تخريجه {(ق لك فع د جه هق) * (٥)} سنده {حدثنا يحيى عن مالك قال حدثني سعيد والحجاج قال أنا ابن أبي ذئب عن سعيد المعني عن أبي هريرة الخ} غريبه {(٦) قال الحافظ المظلمة لأحد عن عرضه أو شيء) يعني من الأشياء وهو من عطف العام على الخاص فيدخل فيه المال بأصنافه والجراحات حتى اللطمة ونحوها (٨) المراد بالاستحلال طلاب الظالم من المظلوم أن يجعله في حل وليطلبه ببراءة ذمته من حقه , وقال الخطابي معناه يستوهبه ويقطع دعواه عنه لأن ما حرم الله من الغيبة لا يمكن تحليله , وجاء رجل إلى ابن سيرين فقال اجعلني في حل فقد اغتبتك , فقال إني لا أحل ما حرم الله ولكن ما كان من قِبلنا فأنت في حل (٩) أو للشك من الراوي والمعنى قبل أن يؤخذ منه بدل مظلمته يوم القيامة وليس عنده دينار ولا درهم , وكأنه قيل فما يؤخذ منه بدل مظلمته حيث لا دينار ولا درهم؟ فقال (فإن كانت له حسنات) يعني إن كان للظالم عمل صالح (أخذ من حسناته) أي من ثواب عمله الصالح فأعطي للمظلوم بقدر ما ظلم (وإلا) يعني وإن لم تكن له حسنات أو له ولكنت لا تفي بحق المظلوم أخذ من سيئات المظلوم (فألقي عليه) أي على الظالم عقوبة سيئات المظلوم} تخريجه {(خ مذ هق. وغيرهم) وقد أخرج هذا الحديث مسلم من وجه آخر ينحوه} باب {(١٠) سيأتي هذا الحديث بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء فيمن قتل عمدا من أبواب الدية في كتاب القتل والجنايات إن شاء الله تعالى: وإنما ذكرته هنا لمناسبة الترجمة وللاستدلال بقوله فيه (وما صالحوا عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>