للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[الزجر عن قراءة القرآن للتعيش به والاستكثار من الدنيا]-

(باب ما جاء في الأجرة على القرب) * (عن عبد الرحمن بن شبل) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرءوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به (٢) ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه (عن عمران بن حصين) (٣) أنه مرَّ برجل وهو يقرأ على قوم فلما فرغ سأل، فقال عمران إنا لله وإنا إليه راجعون، إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ القرآن فليسأل الله تبارك وتعالى (٤) به فإنه سيجئ قوم يقرءون القرآن يسالون الناس به (٥) (عن عبادة بن الصامت) (٦) قال علمت ناساً من أهل الصفة الكتابة والقرآن فأهدى إلىّ رجل منهم قوساً فقلت ليس لى بمال وأرمى عنها في سبيل الله تبارك وتعالى، فسالت النبى صلى الله عليه وسلم فقال إن سرك أن تطوق بها طوقاً من نار فاقبلها (٧)


بخلاف الحديث الذي قبله ففيه الجزم بذلك على طريق التنصيص {تخريجه} (خ) وفي الباب أحاديث غير هذه تقدمت بسندها وشرحها وتخريجها في هذا الجزء في باب ما جاء في كسب الحجام من كتاب البيوع صحيفة ١٤ لأنها تناسب الباب هناك: وهذه تناسب الباب هنا {باب} * (١) {سنده} حدثنا وكيع عن الدستوائي يعني هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد (يعني الحراني) عن عبد الرحمن ابن شبل الخ {غريبه} (٢) أي لا تجعلوه سببا لمعايشكم والإكثار من الدنيا , (ولا تجفوا عنه) أي لا تبعدوا عن تلاوته (ولا تغلوا فيه) أي لا تتجاوزوا حده من حيث لفظه أو معناه بأن تتأولوه بباطل أو المراد لا تبذلوا جهودكم في قراءته وتتركوا غيره من العبادات فالجفاء عنه التقصير والغلوّ التعمق فيه وكلاهما شنيع: وقد أمر الله بالتوسط في الأمور فقال (ولم يسرفوا ولم يقتروا) {تخريجه} (عل طب طس) وقال الهيثمي رجاله ثقات , وقال الحافظ سنده قوي (٣) {سنده} حدثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة أو عن رجل عن عمران بن حصين الخ {غريبه} (٤) أي بأن يدعو بعد ختمه بالأدعية المأثورة أو أنه كلما قرأ آية رحمة سألها أو آية إذا تعوذ منه ونحو ذلك , قال النووي يندب الدعاء عقب ختمه وفي أمور الآخرة آكد (٥) فيه الزجر عن سؤال الناس بالقرآن والتعيش بذلك {تخريجه} (مذ) في فضائل القرآن وقال هذا حديث حسن ورمز لحسنه الحافظ السيوطي ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبيّ أنه مر على قاصّ يقرأ ثم يسأل فاسترجع ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث * (٦) {سنده} حدثنا وكيع ثنا مغير بن زياد عن عبادة بن نسيّ هن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصمت الخ {غريبه} (٧) فيه وعيد شديد لمن يأخذ على تعليم القرآن أجرا , وقيه عدم جواز قبول الهدية من المتعلم للمعلم {تخريجه} (د جه) قال المنذري وفي إسناده المغيرة بن زياد أبو هاشم الموصلي وقد وثقه وكيع ويحيى بن معين وتكلم فيه جماعة , وقال الإمام أحمد ضعيف الحديث حدث بأحاديث مناكير وكل حديث رفعه فهو منكر , وقال أبو زرعة الرازي لا يحتج بحديثه أهـ (قال الخطابي) اختلف الناس في معنى هذا الحديث وتأويله , فذهب قوم من العلماء إلى ظاهره فرارا أن أخذ الأجرة والعرض على تعليم القرآن غير مباح , وإليه ذهب الزهري وأبو حنيفة وإسحاق بن راهويه , وقالت طائفة لا بأس به ما لم يشترط وهو قول الحسن البصري وابن سيرين والشعبي , وأباح ذلك آخرون وهو مذهب عطاء ومالك والشافعي وأبي ثور واحتجوا بحديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي خطب المرأة فلم يجد لها مهرا زوجتكها على ما معك من القرآن رواه (حم د. وغيرهما) وسيأتي في أبواب الصداق من

<<  <  ج: ص:  >  >>