-[جواز أخذ الأجرة على رعى الغنم - وما جاء في العارية والترغيب فيها]-
قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بعث موسى عليه السلام وهو يرعى غنماً على أهل وبعثت وأنا أرعى غنماً لأهلى بحياد (١)(عن سويد بن قيس)(٢) قال جلبت أنا ومخزمة العبدىّ ثياباً من هجر (٣) قال فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فساومنا في سراويل (٤) وعندنا وزانون يزنون بالأجر (٥) فقال للوزان زن وأرجح (٦) كتاب الوديعة (٧) والعارية) (باب ما جاء في جواز العارية والترغيب فيها)(عن أنس بن مالك)(٨) قال كان فزع (٩) بالمدينة فاستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً لنا (١٠) يقال له مندوب قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وجدنا من فزع وإن وجدناه (١١) لبحراً قال حجاج يعنى الفرس (عن جابر بن عبد الله)(١٢) قال قال رجل يا رسول الله ما حق الإبل قال حلبها على الماء وإعارة دلوها وإعارة فحلها ومنيحتها وحمل عليها في سبيل الله
عفان ثنا حماد بن سلمة أنا حجاج بن أرطاة عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال افتخر أهل الإبل والغنم عند النبي صلى الله عليه وسلم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم الفخر والخيلاء في أهل الإبل , والسكينة والوقار في أهل الغنم , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث موسى الخ {غريبه} (١) هو اسم موضع بأسفل مكة معروف من شعابها {تخريجه} أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس أهـ (قلت) يعضده حديث أبي هريرة عند البخاري وابن ماجه وتقدم لفظه في شرح الحديث السابق (٢) {سنده} حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سماك عن سويد بن قيس الخ {غريبه} (٣) بفتح الهاء والجيم وهي مدينة قرب البحرين بينها وبينها عشر مواحل (٤) هذا اللفظ معرّب جاء على لفظ الجمع وهو واحد أشبه بما لا ينصرف وهو اسم لما يلبس موضع الإزار من السرة إلى الساق (٥) أي بالأجرة وهذا موضع الدلالة من الحديث , وفيه دلالة على جواز الاستئجار على الوزن لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الوزان أن يزن ثمن السراويل (٦) بفتح الهمزة وكسر الجيم أي أعطه راجحا {تخريجه} (الأربعة. وغيرهم) وصححه الترمذي وسكت عنه أبو داود والمنذري * (٧* الوديعة فعيلة بمعنى مفعولة يقال أودعت فلانا ما لا دفعته إليه ليكون عنده وديعة وجمعها ودائع لصاحبها عند الطلب , قال تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) (والعارية) إعطاء الرجل شيئا ينتفع به زمنا ثم يرده إلى صاحبه: وقد اتفق الأئمة على أنها قربة مندوب إليها * {باب} (٨) {سنده} حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج قال حدثني شعبة سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك الخ {غريبه} (٩) أي خوف فاستغاث أهل المدينة يقال فزعت إليه فأفزعني أي استغثت إليه فأغاثني (١٠) أي لأبي طلحة الأنصاري كما صرح بذلك في بعض الروايات , وإنما قال أنس فرسا لنا لأن أبا طلحة كان زوج أم أنس وكان أنس في حجره (١١) الضمير يرجع إلى الفرس كما قال الحجاج أحد رجال السند , ومعنى البحر هنا الفرس الواسع الجري , ومنه سمي البحر بحرا لسعته: وتبحر فل ان في العلم إذا اتسع فيه , زاد في رواية للبخاري (فكان بعد ذلك لا يجارى) {تخريجه} (خ. وغيره) وفيه دلالة على مشروعية العارية وجوازها لقوله (فاستعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا) * (١٢) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب افتراض الزكاة في الجزء الثامن رقم ١٤