للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في ضمان الوديعة والعارية وكلام العلماء في ذلك]-

(باب ما جاء في ضمان الوديعة والعارية) * (عن سمرة بن جندب) (١) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال على اليد ما أخذت (٢) حتى تؤديه ثم نسى الحسن قال لا يضمن (٣) * (عن ابن عمر) (٤) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لقمان (٥) الحكيم كان يقول إن الله عز وجل إذا استُودع شيئاً حفظه (٦) * (عن صفوان بن أمية) (٧) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار منه يوم حنين أدرعاً فقال أغصبا (٨) يا محمد، قال لا بل عارية مضمونه، (٩) قال فضاع بعضها فعرض عليه رسول الله


صحيفة ١٩٨ من كتاب الزكاة وأتيا بهذا الطريق منه هنا للاستدلال به على جواز العارية وأنه مرغب فيها , لقوله وإعارة دلوها وإعارة فحلها ومنيحتها: أي إعطاؤها لرجل فقير ينتفع بلبنها ووبرها زمنا ثم يردها لصاحبها وهو حديث صحيح رواه مسلم وغيره * (١) {سنده} حدثنا يحيى بن سعيد ثنا ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة الخ {غريبه} (٢) قال الطيبي ما موصولة مبتدأ وعلى اليد خبره والراجح محذوف , أي ما أخذته اليد ضمان على صاحبه , والإسناد إلى اليد على المبالغة لأنها هي المتصرفة فمن أخذ مال غيره لزمه رده , وبه استدل من قال بأن الوديع والمستعير ضامنان: وفي ذلك خلاف بين العلماء , أنظره في القول الحسن شرح بدائع المنن صحيفة رقم ٢٠٣ في الجزء الثاني (وقوله حتى تؤديه) أي حتى ترده إلى مالكه (٣) لفظ الترمذي قال قتادة ثم نسى الحسن فقال هو أمينك لا ضمان عليه , ومعناه أن قتادة راوي الحديث عن الحسن البصري يقول إن الحسن البصري نسى الحديث فقال لا يضمن المستعير مع أن الحديث يفيد الضمان , ولكن لا يلزم من قول الحسن عدم ضمان المستعير لكونه نسي الحديث {تخريجه} (د مذ جه هق ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي: وسماع الحسن من سمرة فيه خلاف مشهور وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح * (٤) {سنده} حدثنا علي بن إسحاق أنا ابن المبارك أنا سفيان أخبرني نهشل بن مجمع الضبي قال وكان مريضا عن فزعه عن ابن عمر الخ {غريبه} (٥) لقمان هو الذي ذكره الله عز وجل في القرآن بقوله تعالى (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله) وقد اختلف السلف فيه هل كان نبيا أو عبدا صالحا من غير نبوة؟ انظر تفسير ابن كثير أو غيره في الكلام على هذه الآية موضع الدلالة من هذا الحديث حفظ الوديعة وردّها إلى صاحبها عند طلبها , وذلك لأن العبد الطائع لمولاه ملزم أن يتصف بصفات سيده وأن يسير على منهجه ليكون محبوبا عنده حائزا لرضاه فإذا كان الله عز وجل مع عظمته وكبريائه واحتياج الخلق جميعا إليه إذا استودع شيئا حفظه لصاحبه الذي هو أحد عبيده فواجب على العبد أن يحفظ وديعة من أئتمنه ليكون حائزا لرضا الله عز وجل {تخريجه} لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد * (٧) {سنده} حدثنا يزيد بن هارون قال أنا شريك عن عبد الرحمن بن رفيع عن أمية عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ {غريبه} (٨) بالنصب مفعول لفعل محذوف هو مدخول الهمزة أي أتأخذها غصبا ولا تردّها علىّ؟ فأجاب صلى الله عليه وسلم بقوله بل عرية مضمونة (٩) جاء عند أبي داود في رواية أخرى مرسلة فأعاره ما بين الثلاثين على الأربعين درعا وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما هزم المشركون جمعت دروع صفوان ففقد منها أدرعا فقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لصفوان أنا قد فقدنا من أدراعك أدرعا فها نغرم لك؟ قال لا يا رسول الله لأن في قلبي اليوم ما لم يكن يومئذ , قال أبو داود وكان أعاره قبل أن يسلم ثم أسلم {تخريجه} (د نس

<<  <  ج: ص:  >  >>