-[حديث من أوصى بمائة من أعظم الإبل ليتيم في حجره وإنكاره النبي (صلى الله عليه وسلم) عليه]-
نسميها في الجاهلية المطيبة (١)، فقال حذيم يا أبت إني سمعت بنيك يقولون إنما نقر بهذا عند أبينا فإذا مات رجعنا فيه، قال بيني وبينكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال حذيم رضينا، فارتفع حذيم بن حنيفة (٢)، وحنظلة معهم غلام وهو رديف لحذيم، فلما أتوا النبي (صلى الله عليه وسلم) سلموا عليه، فقال (صلى الله عليه وسلم) وما رفعك يا أبا حذيم؟ (٣) فقال هذا، وضرب بيده على فخذ حذيم، فقال إني خشيت أن يفجأني الموت فأردت أن أوصى وأني قلت إن أول ما أوصى أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل كنا نسميها في الجاهلية المطيبة، فغضب رسول اله (صلى الله عليه وسلم) حتى رأينا الغضب في وجهه، (٤) وكان قاعدًا فجثى على ركبتيه وقال لا لا لا، الصدقة خمس (٥) وإلا فعشر وإلا فخمس عشرة وإلا فعشرون وإلا فخمس وعشرون وإلا فثلاثون وإلا فخمس وثلاثون فإن كثرت فأربعون، قال فودعوه ومع اليتيم عصا وهو يضرب جملاً، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أعلمت (٦) هذه هراوة يتيم؟ قال حنظلة فدنا بي إلى النبي (٧)(صلى الله عليه وسلم) فقال إن لي بنين ذوي لحى ودون ذلك وأن ذا أصغرهم فادع الله له، فمسح رأسه (٨) وقال بارك الله فيك، أو بورك فيك، قال ذيال فلقد رأيت حنظلة يؤتي بالإنسان الوارم وجهه أو البهيمة الوارمة الضرع فيتفل بين يديه ويقول بسم الله ويضع يده على رأسه ويقول (٩) على موضع كف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيمسحه عليه (١٠) وقال ذيال فيذهب الورم (١١)(باب لا وصية لوارث).
إدريس بن قطيعة وأنه كان شبيه المحتلم قاله الحافظ في الإصابة (١) أي الطيبة التي استطيبها القوم لكونها من خيار الإبل (٢) أي أسرعوا السير إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) (٣) أي ما جاء بك؟ (٤) غضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كونه رأي أن هذا المال كثير يضر بصالح الورثة فلم يقره عليه (٥) الظاهر أن قوله (صلى الله عليه وسلم) (الصدقة خمس إلى قوله فإن كثرت فأربعون) يريد جواز ذلك إن لم يزد على الثلث أخذًا من قوله (صلى الله عليه وسلم) في الأحاديث السابقة (الثلث والثلث كثير) والله أعلم (٦) أي العصا قال ذلك (صلى الله عليه وسلم) حين رآها في يد اليتيم يضرب بها الجمل: ثم أنكر (صلى الله عليه وسلم) ما أدعاه حنيفه من كون الغلام يتيمًا بقوله (هذه هراوة يتيم؟) والهراوة هي العصا يريد أن العصا غليظة ضخمة لا يقدر على السوق بها إلا الرجل البالغ وربما رآه غلامًا يافعًا هو من شارف الاحتلام ولما يحتلم فاستبعد أن يقال له يتيم في الصغر والله أعلم (٧) يريد حنظلة أن أباه قربه إلى النبي (صى الله عليه وسلم) فقال (إن لي بنين ذوي لحي) أي رجالاً نبتت لحاهم الخ (٨) أي رأس حنظلة هذا القول بمعني الفعل أي يمسح بيده على موضع كف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من رأسه (١٠) أي فيمسح بريقه على موضع الألم من المريض (١١) في هذا منقبة لحنظلة رضي الله عنه (تخريجه) أورده الهيثمي قال رواه أحمد ورجاله ثقات، وأورده الحافظ في الإصابة بسنده ومتنه وعزاه للإمام أحمد ثم قال رواه الحسن بن سفيان في مسنده من وجه آخر عن الذيال وزاد أن اسم اليتيم ضريس بن قطيعة وأنه كان شبيه المحتلم، قال ورواه الطبراني منقطعًا، ورواء أبو يعلي من هذا الوجه وليس بتمامة، وكذا رواه