للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[التغليظ لمن أراد الفرار من توريث وارثه]-

الإسلام، من ساعى في الجاهلية فقد ألحقته بعصبته ومن أدعي ولده من غير رشده (١) فلا يرث ولا يورث (باب ما جاء فيمن فر من توريث وارثه) (عن سالم عن أبيه) (٢) أن غيلان بن سلمة اثقفي أسلم وتحته عشر نسوة (٣) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) اختر منهن أربعًا فلما كان عهد عمر طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه (٤) فبلغ ذلك عمر فقال أني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموته فقذفه في نفسك (٥) ولعلك أن لا تمكث إلا قليلاً، وأيم الله لتراجعن نساءك ولترجعن في مالك أولا ورّثهن منك: ولأمون بقبرك فيرحم كما رجم قبر أبي رغال (٦) (باب الميراث بالولاء) (عن أبن عمر) (٧) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الولاء (٨) لمن أعق (وعن عائشة


يلحق النسب لها، وعفا عما كان منها في الجاهلية والحق النسب به (١) بفتح الراء وكسرها قال في النهاية يقال هذا ولد رشده إذا كان لنكاح صحيح كما يقال في ضده ولد زنية بالكسر فيهما، وقال الأزهري الفتح أفصح اللغتين أهـ والمعني من أدعي ولدًا بغير نكاح شرعي فلا يرث أحدهما الآخر (تخريجه) (د هق) وفي إسناده رجل مجهول عند الجميع (باب) (٢) (سنده) حدّثنا إسماعيل ومحمد بن جعفر قالا ثنا معمر عن الأزهري قال ابن جعفر في حديثه أن أبن شهاب عن سالم أبيه (قلت) سالم هو ابن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم (غريبة) (٣) كان إسلامه بعد فتح الطائف وكان أحد وجوه ثقيف وأسلم أولاده عامر عمار ونافع وبادية وقبل غنه أحد من نزل فيه (على رجل من القريتين عظيم) مات غيلان في آخر خلافة عمر (٤) الظاهر أنه فعل ذلك عندما مرض وشعر بقرب أجله (٥) يشير عمر بذلك إلى ما يفعله الشياطين من استراق السمع من الملائكة في السماء الدنيا وإخبار الكهنة والسحرة بذلك وربما أدركه الشهاب قبل الإخبار فيهلك ويحترق، ومن نجا منهم بلغ ما سمع وزاد عليه مائة كذبة كما ثبت ذلك عند الشيخين والإمام أحمد وغيرهم، واستراق السمع ثابت في كتاب الله تعالى في أول سورة الصافات وسيأتي الكلام على الكهانة في باب ما جاء في الكهانة وأعمل مأخذها في آخر كتاب الحدود إن شاء الله تعالي (٦) قال في القاموس أبو رغال ككتاب في سنن أبي داود ودلائل النبوة وغيرهما عن ابن عمر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر فقال هذا قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف وكان من ثمود وكان بهذا الحرم ويدفع عنه فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه الحديث: قال وقول الجوهري كان دليلاً للحبشة حين توجهوا إلى مكة فمات في الطريق غير جيد، وكذا قول ابن سيده كان عبدًا لشعيب وكان عشارًا جائرًا أهـ (قلت) والظاهر أن عمر رضي الله عنه يريد بقوله (ولآمرن بقبرك فيرجم الخ) الزجر والتهديد لئلا يقتدي به غيره، فإن هذا الفعل غير محمود: أنظر مذاهب الأئمة في حكم ميراث المطلقة في مرض زوجها صحيفة ٢٣ في الجزء الثاني من القول الحسن شرح بدائع المنن (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بزعل) ورجال أحمد رجال الصحيح، وقال روي الترمذي وابن ماجة منه إلى قوله (واختر منهن أربعًا) أهـ (قلت) ورواه عبد الرازق أيضًا مطولاً كراوية الإمام أحمد وسنده وزاد (قال فراجع نساءه وماله قال نافع فما لبث إلا سيما حتى مات، وصحح ابن حزم إسناده (باب) (٧) (سنده) حدّثنا روح ثنا أبن جريح عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبة) (٨) المراد بالولاء هنا ولاء العتق وهو ميراث يستحقه المرء بسبب عتق

<<  <  ج: ص:  >  >>