للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ذم من أدى شهادة من غير مسألة وكلام العلماء في ذلك]-

(صلى الله عليه وسلم) خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم والله أعلم أقال الثالثة (١) أملا، ثم يجيء قوم يحبون السّمانة (٢) يشهدون قبل أن يستشهدوا (٣) (عن عبد الله) (٤) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير الناس (٥) قرني ثم الذين يلونهم ثم يلونهم ثم الذين يلونهم (٦)


بشر عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة الخ (غريبة) (١) جاء هذا الحديث عند مسلم من هذا الطريق عن أبي هريرة ولم يذكر فيه ثم الذين يلونهم إلا مرة واحدة ثم قال عقبها (والله أعلم أذكر الثالثة أم لا) (قلت) والقائل والله أعلم الخ هو أبو هريرة ولم يذكر فيه ثم الذين يلونهم إلا مرة واحدة ثم قال عقبها (والله أعلم أذكر الثالثة أم لا) (قلت) والقائل والله أعلم الخ هو أبو هريرة كما صرح بذلك في رواية أخرى عند مسلم أيضًا من طريق شعبة وفيه (قال أبو هريرة فلا أدري مرتين أو ثلاثًا) والذي عليه الجمهور أنها ثلاثة قرون قرن النبي (صلى الله عليه وسلم) واثنان بعده كما سيأتي تحقيق ذاك في شرح الحديث التالي واختلفوا في المراد بالقرن هنا فقال المغيرة قرنه أصحابه، والذين يلونهم أبناؤهم، والثالث أبناء أبنائهم (وقال شهر) قرنه ما بقيت عين رأته والثاني ما بقيت عين رأت من رآه ثم كذلك، نقله القاضي عياض، قال النووي والصحيح أن قرنه (صلى الله عليه وسلم) الصحابة والثاني التابعون والثالث تابع التابعين (٢) السمانة بفتح المهملة وهي كثرة اللحم أي يحبون التوسع في المأكل والمشارب وهي أسباب السمن، قال أبن التين المراد ذم محبته وتعاطيه لا من يخلق كذلك أهـ قال الحافظ وإنما كان ذلك مذمومًا لأن السمين غالبًا يكون بليد الفهم ثقيلاً عن العبادة كما هو مشهور (٣) معناه الذين يشهدون قبل أن تطلب منهم الشهادة، وهو في ظاهرة مخالف لحديث زيد ابن خالد الجهني المذكور في الباب السابق بلفظ (ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي الشهادة قبل أن يسألها) قال النووي قال العلماء الجمع بينهما أن الدم في ذلك لمن بادر بالشهادة في حق لآدمي هو عالم بها قبل أن يسألها صاحبها، وأما المدح فهو لمن كانت عنده شهادة لآدمي ولا يعلم بها صاحبها فيخبره بها ليستشهده بها عند القاضي إن أراد، ويلتحق به من كانت عنده شهادة حسية وهي الشهادة بحقوق الله تعالى فيأتي القاضي ويشهد بها (قلت) تقدم الكلام عليها في الباب السائق، قال وهذا ممدوح إلا إذا كانت الشهادة بحدّ ورأي المصلحة في الستر، هذا الذي ذكرناه من الجمع بين الحديثين هو مذهب أصحابنا ومالك وجماهير العلماء وهو الصواب أهـ (تخريجه) (م وغيره) (٤) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الاعمش عن إبراهيم عن عبية عن عبد الله الخ (قلت) عبيدة بوزن عظيمة وعبدا لله هو ابن مسعود رضي الله عنه (غريبة) (٥) قال النووي (رواية خير الناس) على عمومها والمراد منه جملة القرن ولا يلزم منه تفضيل الصحابي على الأنبياء صلوات اله وسلامة عليهم ولا أفراد النساء على مريم وآسية وغيرهما، بل المراد جملة القرن بالنسبة إلى كل قرن جملته (٦) هكذا جاء في هذه الرواية عند الإمام أحمد ثم الذين يلونهم ثلاث مرات فيكون مجموع القرون أربعة، وجاء هذا الحديث نفسه عند مسلم من طريق أبن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين بلونهم فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال ثم يتخلف من بعدهم خلف تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته) وهي تشعر بالرابعة ولكن بالشك ورواية الإمام أحمد جاءت من طريق الأعمش وهو ثقة لكنه مدلس وقد عنعن، والمحفوظ عند المحدثين أنها ثلاثة قرون، قرن النبي (صلى الله عليه وسلم) واثنان بعده كما تقدم، وقد جاء ذاك صريحًا في حديث عبد الله بن مسعود أيضًا المتفق عليه عند الشيخين وغيرهما قال

<<  <  ج: ص:  >  >>