للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[وجوب الدية بالسبب وقصة أصحاب الزبية]-

حذيفة يوم أحد ولا يعرفونه فقتلوه، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين (باب وجوب الدية بالسبب وقصة أصحاب الزبية) (عن حنش عن على رضى الله عنه) (١) قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية (٢) للأسد فبينما هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر حتى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد فانتدب له رجل بحربة فقتله وماتوا من جراحتهم كلهم، فقام أولياء الأول إلى أولياء الآخر فأخرجوا السلاح ليقتلوا فأتاهم على رضى الله عنه على تفئة (٣) ذلك فقال تريدون أن تقاتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي إنى أقضى بينكم قضاء إن رضيتم فهو القضاء وإلا حجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبى صلى الله عليه وسلم فيكون هو الذى يقضى بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلاحق له، اجمعوا من قبائل الذين حضروا البر ربع الدية وثلثا الدية ونصف الدية والدية كاملة، فللأول الربع لأنه هلك من فوقه، وللثانى ثلث الدية، وللثالث نصف الدية (٤)، فأبوا أن يرضوا، فأتوا النبى صلى الله عليه وسلم وهو عند مقام إبراهيم فقصوا عليه القصة، فقال أنا أقضى بينكم واحتبى (٥) فقال رجل من القوم أن


رواية لابن اسحاق فقال حذيفة قتلتم أبي؟ قالوا والله ماعرفناه وصدقوا، فقال حذيفة يغفر الله لكم، فاراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بديته على المسلمين فزاده ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا (تخريجه) (فع) واررده الهيثمي وقال رواه احمد وفبه محمد بن اسحاق مدلس ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) يريد ان المدلس اذا عنعن لايحتج بحديثه وان كان ثقة، ولكن محمد بن اسحاق صرح بالتحديث فيما ذكره عنه الحافظ آنفاو على هذا فالحديث صحيح، وله شاهد من حديث عروة عن عائشه عند البخاري قالت لما كان يوم احد هزم المشركون فصرخ إبليس لعنة الله عليه اي عباد الله أخراهم (اي احترزوا من الذين وراءكم متاخرين عنكم) فرجعت اولادهم فاجتلدت هي واخراهم فبصر حذيفة فاذا هو أبيه ايمان فقال اي عباد الله ابى ابى، قال قالت فهو الله ما احتجروا حتى قتلوه، فقال حذيفة يغفر الله لكم، قال عروة فوالله مازالت في حذيفة بقية خير حتى لحق بربه، انظر بدائع المنن مع شرحه صحيفة ٢٧٠ في الجزءالثاني (باب) (١) (سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا اسرائيل سماك عن حنش (يعني ابن المعتمر الكناني) عن علي الخ (غريبه) (٢) بضم المزاى كحفرة وزنا ومعنى، قال في النهاية هي حفيرة تحفر للاسد والصيد ويغطي رأسها بما يسترها ليقع فيها اهـ (وقوله للاسد) زاد في رواية فوقع فيها فتكلب الناس عليه اي ازدحموا، وذلك قال فبينما هم كذلك يتدافعون اي يدفع بعضهم بعضا من شدة الزحام (٣) بالتاء الفوقيه المفتوحه وكسر الفاء ثم همزة مفتوحه: قال في القاموس تفئة الشيء حينه وزمانه والمعنى أتاهم علىحين تأهبوا للقتال (٤) زاد في رواية وللرابع الدية كاملة قال فرضى بعضهم وكره بعضهم وجعل الدية على قبائل الذين ازدحموا (٥) في رواية حماد ابن سلمة عن سماك قال حماد أحسبه قال كان متكئا فاحتبى اي جمع بين فخذيه وبطنه ثم حلق بيديه، وانما فعل ذلك اهتماما بالامر واستعدادا للكلام (تخريجه) (هق ص) وأورده الهيثمي وقال رواه احمد وفيه حنش وثقه أبو داود وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) قال في الخلاصة بن المعتمر أو ابن ربيعه بن

<<  <  ج: ص:  >  >>