-[تقبيح الزنا ووعيد فاعله خصوصاً من زنى بامرأة جاره]-
لا والله يا رسول الله جعلنى الله فداك، قال ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال أفتحبه لأختك؟ قال لا والله جعلنى الله فداك، قال ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال أفتحبه لعمتك؟ قال لا والله جعلنى الله فداك، قال ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال أتحبه لخالتك؟ قال لا والله جعلنى الله فداك، قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال فوضع يده عليه وقال اللهم أغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شئ (١)(عن ميمونة)(٢) زوج النبى صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال أمتى بخير ما لم يفش (٣) فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد الزنا فيوشك أن يعمَّهم الله عز وجل بعقاب (٤)(عن المقداد بن الأسود)(٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ما تقولون في الزنا؟ قالوا حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه لأن يزنى الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أنى يزنى بامرأة جاره، (٦) قال
لامك فالناس لا يحبونه لامهاتهم واذا كان ذلك فكيف آذن لك به وكيف ترضاه لنفسك وهكذا يقال فيما بعده (١) في هذا الحديث منقبه عظيمه لهذا الشاب حيث قد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوات المباركات التى هى من جوامع الكلم ودعاؤه صلى الله عليه وسلم مستجاب، وببركة هذه الدعوات عصمه الله تعالى من الزنا وغيره، وغفر له ماتقدم من ذنبه فهنيئا له ثم هنيئا (تخريجه) رواه ابن جرير وليس فيه الدعاء للفتى، وفيه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال له فى اخر الحديث فاكره ماكره الله واحب لاخيك ماتحب لنفسك وسنده عند الامام احمد جيد (٢) (سنده) حدثنا اسحاق بن ابراهيم الرازى ثنا سليمان بن الفضل قال حدثنى محمد بن اسحاق عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبدالله بن لبيبه بن عبيد الله ابن رافع عن ميمونه الخ ٠ غريبه) (٣) بقاء ثم شين معجمه مضمونه، يقال فشا الشئ يفشو كثر وظهر (٤) اى كان يبتليهم بالفقر والمسكنه كما صرح بذلك في حديث ابن عمر عند البزاز، او يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم باس بعض، كما ذلك وارد في احاديث متعددة، وذلك لمخالفتهم ما اقتضته حكمة الله عز وجل من حفظ الانساب وعدم اختلاط المياه (تخريجه) اورده المنذرى وقال رواه احمد واسناده حسن وفيه ابن اسحاق وقد صرح بالسماع، قال ورواه ابو يعلى الا انه قال لاتزال امتى بخير متماسك مالم يظهر فيهم ولد الزنا اهـ (قلت) ابن اسحاق لم يصرح بالسماع عند الامام احمد وانما عنعن كما ذكر في السند ولعه صرح بالسماع عند ابى يعلى والله اعلم (٥) (سنده) حدثنا على بن عبد الله ثنا محمد بن فضيل بن غزوان ثنا محمد بن سعد الانصارى قال سمعت اباظية الكلاعي يقول سمعت المقداد بن الاسود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٦) انما كان الزنا بالمرأه الجار اشد وافظع من الزنا بغيرها لان الله تعالى جعل للحوار حقا وامر الجار بالاحسان الى الجار، فمن زنىبامراة جاره فقد افتات على حقه واساء اليه بل الاحسان، وذلك قال صلى الله عليه وسلم (والله لا يؤمن والله لا يؤمن) قالها بالتكرار ثلاثا للتاكيد اي لايؤمن ايمانا كاملا او هو في حق المستحيل (قيل ومن رسول الله؟ قال الذى لايامن جاره بوائقة) جمع بائقه وهي الغافله اى لايامن جاره غوائله وشره ولا شيء اقبح ولا افظع من هتك العرض، ويقال مثل ذلك في السارق من جاره لانه افتيان على حقه وايذاء له (تخريجه) أورده المنذري وقال