للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[النهي عن العزل عن الحرة الا بإذنها]-

(أبواب العزل عن المرأة وما جاء فيه)

(باب النهى عنه وكراهته) (عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه) (١) ان النبى صلى الله وسلم نهى عن العزل (٢) عن الحرة الا باذنها (عن جدامة بنت وهب الأسدية) (٣) وكانت من المهاجرات الأول قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل عن العزل فقال هو الواد (٤) الخفى (عن ابن محيريز الشامى) (٥) انه سمع أبا صرمة (٦) المازنى وأبا سعيد الخدرى يقولان أصبنا سبايا فى غزوة بنى المصطلق (٧) وهى الغزوة التى أصاب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية وكان منا من يريد أن يتخذ اهلا, ومنا من يريد أن يستمع ويبيع, فتراجعنا فى العزل (٨) فذكرنا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال ما عليكم ان لا تعزلوا (٩) فان الله قدر ما هو خالق إلى يوم


وسنده صحيح (باب) (١) (سنده) حدثنا اسحاق بن عيسى ثنا بن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهرى عن محرر بن ابى هريرة عن ابيه عن عمر بن الخطاب الخ (غريبه) (٢) بفتح العين المهلمة وسكون الزاى هو النزع بعد الايلاج لينزل خارج الفرج (تخريجه) (جه هق) وفى اسناده ابن لهيعة فيه كلام إذا عنعن, ويشهد له ما أخرجه عبد الرازق والبيهقى عن ابن عباس (قال نهى عن عزل الحرة إلا باذنها) وروى عنه ابن ابى شبية انه كان يعزل عن أمته, وروى البيهقى عن ابن عمر مثله والله أعلم (٣) (سنده) حدثنا يحى بن اسحاق انا ابن لهيعة عن ابى الأسود عن عروة عن عائشة عن جدامة بنت وهب الأسدية الخ (غريبه) (٤) الواد دفن البنت حية, وكانت العرب تفعل ذلك قبل الاسلام خشية الإملاق والعار, والمعنى ان العزل نوع خفى من الواد لأن فيه اضاعتة النطفة التى أعدها الله تعالى ليكون منها الولد وسعيا فى ابطال ذلك الاستعداد بعزلها عن محلها (تخريجه) (م هق والاربعة) (٥) (سنده) حدثنا محمد بن اسماعيل ثنا الضحاك عن محمد بن يحيى عن ابن محيريز الشامى الخ (غريبه) (٦) بكسر المهملة وسكون الراء الأنصارى صحابى اسمه مالك بن قيس, وقيل قيس بن صرمة وكان شاعرا قاله الحافظ فى التقريب (٧) لفظ مسلم سبينا كراثم العرب (يعنى النفسيات من نسائهم) فطالت علينا العزبة ورغبنا فى الفداء فاردنا أن نستمتع ونعزل فقلنا نفعل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا لا نسأله فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا عليكم أن لا تفعلوا, كا كتب الله خلق نسمة هى كائنة الى يوم القيامة الا ستكون (٨) معناه أن من أراد منهم التمتع والبيع بعده خاف من الحمل لأنه اذا حملت منه صارت لو ولد يمتنع عليه بيعها والانتفاع بثمنها, فمنهم من قال نستمتع ونعزل, ومنهم من قال لا حتى نسأل النبى صلى الله عليه وسلم وهذا معنى قوله (فتراجعنا فى العزل) أى ترددنا فذكرنا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم (٩) وقع عند الشيخين بلفظ (لا عليكم أن لا تفعلوا) قال ابن سيرين هذا أقرب الى النهى, وحكى ابن عون عن الحسن أنه قال والله لكان هذا زجر, قال القرطبى كأن هؤلاء فهموا من لا النهى عما سألوا عنه, فكأنه قال لا تعزلوا, وعليكم أن لا تفعلوا ويكون قوله وعليكم الخ تأكيدا للنهى, وتعقب بأن الأصل عدم هذا التقدير وإنما معناه ليس عليكم أن تتركوا وهو الذى يساوى أن لا تفعلوا, وقال غيره لا عليكم أن لا تفعلوا أى لا حرج عليكم أن لا تفعلو ففيه نفى الحرج عن عدم الفعل فأفهم ثبوت الحرج فى فعل العزل ولو كان المراد نفي الحرج عن الفعل لقال لا عليكم أن تفعلوا إلا أنه يدعى أن لا زائدة فيقال الأصل عدم ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>