لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها, ولو أمرها أن تنقل من جبل (١) أصفر الى جبل أسود ومن جبل أسود الى جبل أبيض كان ينبغى لها أن تفعله (عن أبى ظبيان)(٢) عن معاذ بن جبل أنه لما رجع من اليمن قال يا رسول الله رأيت رجالا باليمن يسجد بعضهم لبعض أفلا نسجد لك؟ قال لو كنت آمر بشرا يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها (عن أنس بن مالك)(٣) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصلح لبشر ان يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها, والذى نفسى بيده لو كان من قدمه الى مفرق رأسه قرحة (٤) تنبجس بالقيح (٥) والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه (عن عبد الله بن أبى أوفى)(٦٩ قال قدم معاذ اليمن او قال الشام فرأى لنصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها فروأ (أى فكر) فى نفسه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم احق أن يعظم فلما قدم قال يا رسول الله رأيت النصارى تسجد لبطارقتها واساقفتها فروَّأت فى نفسى أنك أحق أن تعظّم, فقال لو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها, ولا تؤدى المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدي
أن يسجدوا له لأن السجود لا يكون الا لله عز وجل (١) هو بالجيم وفتح الياء الموحدة وجاء فى بعض الروايات بالحاء المهملة وسكون الموحدة والحبل هو الرمل المستطيل, والمعنى انه لو أمرها أن تنقل الاحجار من جبل الى جبل أو الرمل من حبل الى حبل لكان ينبغى لها أن تطيعه فى نقل هذا مع ما فيه من التعب الشديد, وهذا مبالغة فى عظم حق الزوج على زوجته, وذكر الألوان للمبالغة فى البعد اذ لا يكاد يوجد امثال هذه الجبال متقاربة (تخريجه) (جه) وفى اسناده على بن زيد بن جدعان ضعفه بعضهم ووثقه ابن معين والنسائى وبقية رجاله محتج بهم (٢) (سنده) حدثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبى ظبيان عن معاذ ابن جبل الخ (ملاحظة) جاء فى أول هذا السند قال عبد الله بن الامام أحمد حدثنى أبى فى سنة ثمان وعشرين ومأتين ثنا وكيع الخ (وأبو ظبيان) اسمه حصين بن جندب بن الحارث الجنى بفتح الجيم وسكون النون ثم موحدة وثقه ابن معين روى له الستة, قال ابن سعد توفى سنة تسعين وقيل سنه خمس أو ست وتسعين (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ عن معاذ لغير الامام أحمد ورجاله من رجال الصحيحين, وله طرق كثيرة عن كثير من الصحابة منهم ابن عباس وعبد الله بن أبى أوفى وطلق بن على وأنس وأبو هريرة وعائشة وأم سلمة وغيرهم وتقدم بعضها وسيأتى بعضها أيضا (٣) (سنده) حدثنا خلف بن خليفة عن حفص عن عمه أنس ابن مالك فذكر حديثا طويلا سيأتى بتمامه فى أبواب المعجزات من كتاب السيرة النبوية ان شاء الله تعالى وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر الخ (غريبه) (٤) بضم القاف وفتحها الجرح وقيل هو بالضم الاسم وبالفتح المصدر (وقوله تتبجس) بالجيم والسين والمهملة أى تنفجر وتنبع قال فى القاموس بجس الماء يبجسه شقة (٥) قال فى القاموس القيح المدة لا يخالطها دم اهـ (والصديد) ماء الجرح الرقيق كما فى القاموس (تخريجه) أورده الحافظ المنذرى بطوله فى الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد باسناد جيد روائه ثقات مشهورون والبزار بنحوه, قال ورواه النسائى مختصرا وابن حبان فى صحيحه من حديث أبى هريرة بنحوه باختصار اهـ (٦) (سنده) حدثنا اسماعيل ثنا ايوب عن القاسم الشيباني