للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قصة أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم وعائيشة وكرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم]-

وهي رافعة صوتك على رسول الله صلى فاذن له فدخل، فقال يا ابنة أم ابنة أم رومان (١) وتناولها (٢) أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها (٣) ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك قال ثم جاء أبو بكر (٤) فاستاذن عليه فوجد يضاحكها، قال فأذن له فدخل فقال له أبو بكر يا رسول الله أشركانى فى سلمكما (٥) كما اشر كتمانى فى حربكما (٦) (عن ابى هريرة) (٧) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة كالضلع (٨) فان تحرص على اقامته تكسره وان تتركه تستمع به وفيه عوج (وعنه من طريق ثان) (٩) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسقيم لك المرأة على خليقة واحدة، انما هى كالضلع إن تقمها تكسرها (١٠) وان تتركها تستمتع بها وفيها عوج (عن سمرة بن جندب) (١١)


ابن حريث عن النعمان بن بشير الخ (غريبه) (١) أم رومان بضم الراء وسكون الواو على المشهور، وقال ابن عبد البر الاستيعاب يقال بفتح الراء وضمها بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس والخلاف فى نسبها كثير، قال الحافظ فى التقريب هى زوج أبى بكر الصديق وأم عائيشة وعبد الرحمن صحابية يقال اسمها زينب وقيل دعد، وزعم الوقدى ومن تبعه أنها ماتت فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم ونزل قبرها والصحيح أنها عاشت بعده، ورواية مسروق عنها مصرح فيها بالسماع منها فى صحيح البخارى، وليست بخطأ كما زعم بعضهم والله أعلم اه أسلمت قبل الهجرة وهى من المهاجرات الأول رضى الله عنه (٢) فى رواية أبى داود (تناولها ليلطمها) بكسر الطاء ويجوز ضمها من اللطم وهو ضرب الخد، وهو منهى عنه، ولعله كان قبل النهى أو وقع ذلك من أبى بكر رضى الله عنه لغلبة الغضب أو أراد ولم يلطم (٣) أى يلاطفها ويمازحها وهذا من كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وحسن معاشرته لزوجاته (٤) جاء عند أبى داود (قال فمكثت أبو بكر أياما) ثم استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما اصطلا (٥) بكسر المهملة أى صلحكما (٦) زاد أبو دواد فقال النبى صلى الله عليه وسلم نعم قد فعلنا قد فعلنا (تخريجه) (دنس) وسكت عنه أبو داود والمنذرى ورجاله كلهم ثقات (٧) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال سمعت أبى يحدث عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٨) بكسر الضاد المعجبمة وفتح اللام ويسكن قليلا، والاكثر الفتح وهو أحد الأضلاع، وانما شهيت المرأة بالضلع للتنبيه على أنها معوجة الأخلاق لا تستقيم أبدا، فمن حاول حملها على الأخلاق المستقيمة أفسدها ومن تركها على ما هو عليه انتفع به (٩) (سنده) زاد فى رواية (وكسرها طلاقتها) ومعناه إن كان لا بد من الكسر فكسرها طلاقتها، وفيه رمز الى التقويم أولا برفق بحيث لا يبالغ فيه فيكسر، وهذا فى الأمور التى تخص بحقه فى المعاشرة، فان تجاوزت الحد وارتكبت المعصية بمباشرتها ونحو ذلك فلا يتركها على عوجها، والى ذلك يشير قوله تعالى {يا أيها الذين آمنو قوا أفسكم وأهليكم نارا} وحينئذ له أن يطلقها (تخرجه) (ق مذهق) وغيرهم بالفاظ متقاربة، وفى لفظ للشيخين استوصوا بالنساء فان المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شئ فى الضلع أعلاه فان ذهبت تقيمة كسرته وان تتركه لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء (١١) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا عون قال وحدثنى رجل قال سمعت سمرة يخطب على منبر البصرة وهو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>