-[قوله صلى الله عليه وسلم المرأة كالضلع وقصة أبى ذر مع زوجته والصبر على إيذاء الزوجة]-
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان المرأة خلقت (١) من ضلع وانك ان ترد اقامة الضلع تكسرها فدارها (٢) تعش بها (عن عائشة رضى الله عنها)(٣) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المرأة كالضلع أن أقمتها كسرتها وهى يستمتع بها على عوج فيها (عن نعيم بن قعنب الرِّياحى)(٤) قال أتيت أبا ذر فلم أجده ورأيت المرأة فسألتها فقالت هو ذاك فى ضيعة (٥) له فجاء يقود أو يسوق بعيرين قاطرا أحدهما فى عجز صاحبه، فى عنق كل واحد منها قربة فوضع القربتين، قلت يا أبا ذر ما كان من الناس أحد أحب الى أن القاه منك، ولا أبغض أن القاه منك، قال لله أبوك وما يجمع هذا؟ قال قلت انى كنت وأدت (٦) فى الجاهليةوكنت أرجو فى لقائك أن تخربنى ان لى توبة ومخرجا (٧) وكنت أخشى فى لقائك أن تخبرنى أنه لا توبة لى (٨) فقال أفى الجاهلية. قلت نعم، قال عفا الله عما سلف (٩) ثم عاج برأسه إلى المرأة فأمر لى بطعام فالتوت عليه (١٠) ثم أمرها فالتوت عليه حتى ارتبعت أصراتهما قال إيها (١١) دعينا عنك فانكن لن تعدونَّ (١٢) ما قال لنا فيكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وما قال لكم فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال المرأة ضلع فإن تذهب
يقول الخ (غربيه) (١) بالبناء المفعول اى أخرجت من ضلع، قال الحافظ فيه اشارة الى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر، وقيل من ضلعة القصير أخرجه ابن اسحاق فى المبتدأ عن ابن عباس، وكذا أخرجه ابن ابى حاتم وغيره من حديث مجاهد، وأغرب النووى فعزاه للفقهاء. أو لبعضهم اهـ وهذا لا يخالف الأحاديث التى فيها تشبية المرأة بالضلع بل يستفاد من هذا نكتة التشبيه وانها عوجاء مثله لكون اصلها منه والله اعلم (٢) أى لاطفها ولاينها فانك بذلك تبلغ ما تريده منها من الاستمتاع بها وحسن العشرة معها، وفيه اشعار بكراهة الطلاق بلا سبب شرعى (تخريجه) (حب ك) وقال الحاكم صحيح وأقروه اهـ (قلت) فى اسناد الامام أحمد رجل لم يسم، وأورده الهيثمى وقال رواه (حم بز) باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح، وسمى الرجل أبا رجاء العطار، والطبرانى فى الكبير والأوسط (٣) (سنده) حدثنا عامر بن صالح قال حدثنى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الخ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم طس بز) ورجال البزار رجال الصحيح (٤) (سنده) حدثنا اسماعيل عن الجزيرى عن أبى السليل عن نعيم بن قعنب الرّياحى الخ (غربيه) (٥) الضيعة فى الأصل المرة من لضياع، وضيعة الرجل فى غير هذا ما يكون منه معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك (٦) يقال وأد ابنته وأدا من باب وعد دفنها حية وكان السرب فى الجاهلية اذا ولد لأحدهم بنت دفنها فى التراب وهى حية فهى موءودة، وهى التى ذكرها الله عز وجل فى كتابه بقوله {واذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت} (٧) يعنى فتكون أحب الناس الى (٨) أى فتكون أبغض الناس الى (٩) معناه لا وزر عليك فيما فعلته فى الجاهلية قال تعالى {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} وفى الحديث الصحيح (الاسلام يجب ما قبله من الذنوب) أى يمحو ما كان قبله من الكفر من الذنوب رواه مسلم والامام أحمد وغيرهما (وقوله ثم عاج برأسه الى المرأة) أى أماله اليها والتفت نحوها، وهذه المرأة هى زوجة أبى ذر (١٠) هو كناية عن المخالفة وعجم الالتفات الى ما يقول (١١) بكسر الهمزة وفتح الهاء منونا معناه الأمر بالسكوت (١٢) أى لن تتجاوزن ولن تخرجن عما قال لنا فيكن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ