للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله صلى الله عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك]-

يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم لعلهم الذين صحبوا النبى صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم لعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئاً قط وذكروا أشياء، فخرج إليهم النبى صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه؟ فأخبروه بمقالتهم، فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون (١) ولا يتطيرون (وفى رواية ولا يعتافون بدل يكتوون) وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة (٢) بن محصن الأسدى فقال أنا منهم يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت فيهم (٣) ثم قام الآخر فقال أنا منهم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة (عن زينب امرأة عبد الله ابن مسعود) (٤) قالت كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهية أن يهجم منها على شئ يكرهه، قالت وإنه جاء ذات يوم فتنحنح قالت وعندى عجوز ترقينى من الحمرة (٥) فأدخلتها تحت السرير فدخل فجلس إلى جنبى فرأى في عنقى خيطاً قال ما هذا الخيط؟ قالت قلت خيط أرقى لى فيه، قالت فأخذه فقطعه ثم قال إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرقى (٦) والتمائم والتولة شرك (٧) قالت فقلت له


هولاء سبعون الفا (١) تقدم الكلام على الكى فى بابة وعلى الرقى الجائزة والمنهى عنها فى الباب الاول من ابواب الرقى (واما قولة ولا يتطيرون) فهو من الطيرة بكسر الطاء المهملة وفتح المثناه التحتية وهى التشاؤم بالشى وكان ذاك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وابطله ونهى عنة وسياتى لذلك باب اص (واما رواي ولا يعتافون) فهى بمعنى لا يتطيرون) وسياتى الكلام علية فى بابة (٢) بضم العين وتشديد الكاف وتفيفها لغتان مشهورتان (واما محصن) فبوزن منبر (والاسدى) بفتح الهمزة والمهملة كان من السابقين الاولين شهد بدرا واستشهد فى قتل اهل الردة رضى اللة عنة (٣) جاء عند مسلم بلفظ (انت منهم) وهو الظاهر (وقولة ثم قام الاخر) جاء فى بعض النس ثم قام رجل اخر وفى رواية لمسلم (ثم قام رجل من الانصار) والظاهر ان جوابة صلى اللة علية وسلم لعاكشة كان بوحى ولم يحصل للاخر واللة اعلم (تخريجة) (ق وغيرهم) وهذه القصة جاءت عند مسلم وغيرة من حديث ابى هريرة ومن حديث عمران بن حصين وجاء نحوها عند الامام احمد ايضا من حديث ابن مسعود وستاتى فى الباب الرابع من ابواب فضائل الامة المحمدية من كتاب الفضائل ان شاء اللة تعالى (٤) (سندة) حدثنا ابو معاوية ثنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن ابن اى زينب امراه عبد اللة ابن مسعود ال (غريبة) (٥) الحمرة بضم الحاء المهملة وسكون الميم: قال فى القاموس ورم من جنس الطراعين (٦) اى التى لا يفهم معناه الا التعوذ بالقران ونحوة فانة محمود (والتمائم) جمع تميمة) واصلها رزات تعلقها العرب على راس الولد لدفع العين ثم توسعلوا فيها فسموا بها كل عوذة (والتولة) كعنبة ما يحبب المراه الرجل من السحر (٧) اى من شرك سماها شركا لان المتعارف منها فى عهد الجاهلية كان مشتملا على ما يتضمن الشرك اولان اتاذها يدل على اعتقاد تاثيرها ويفضى الى الشرك اة يتافى التوكل والانراط فى زمرة الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون لان العرب كانت تعتقد تاثيرها وتقصد بها دفع المقادير الكتوبة عليهم فطلبوا دفع الاذى من غير الله تعالى وهكذا

<<  <  ج: ص:  >  >>