للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في نفي العدوى - وكلام العلماء في ذلك]-

الظباء (١) فيخالطها البعير الأجرب فيجربها (٢) فقال النبى صلى الله عليه وسلم فمن كان أعدى الأول (٣) (وعنه أيضاً) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعدى شئ شيئاً ثلاثاً (٥) قال فقام أعرابى فقال يا رسول الله إن النقبة (٦) تكون بمشفر البعير (٧) أو بعجبه فتشمل الإبل جرباً، قال فكست ساعة فقال ما أعدى الأول؟ لا عدوى ولا صفر ولا هامة، خلق الله كل نفس فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها (٨)


في النهاية الهامة الراس واسم الطائر وهو المراد من الحديث وذلك انهم كانوا يتشاءمون بها وهى من طير الليل وقيل هى البومة وقيل كانت العرب تزعم ان روح القتيل الذى لا يدرك بثارة نصير هامة فتقول اسقونى فاذا ادرك بثارة طارت وقيل كانوا يزعمون ان عظام الميت وقيل روحة تصير هامة فتطير ويسمونة الصدى فنقاه الاسلام ونهاهم عنة اه (١) كانها الظباء يعنى فى النشاط والقوة والسلامة من الداء (والظباء) بكسر الظاء المعجمة وهى تتميم لمعنى النقاوة وذلك لانها اذا كانت من التراب ربما يلصق بها شئ منة (٢) بضم الياء وكسر الراء (فقال النبى صلى الللة عليةوسلم) رادا علية ما يعتقدة من العدوى (فمن كان اعدى الاول) وهذا جواب فى غاية البلاغة والرشاقة اى من اين جاء الجرب للذى اعدى بزعمهم فان اجابوا من بعير اخر لزم التسلسل او بسبب اخر فليفصحوا بة فان اجابوا بان الذى فعلة فى الاول هو الذى فعلة فى الثانى ثبت المدعى وهو ان الذى فعل جميع ذلك هو القادر الخالق لا الة غيرة ولا موثر سواه (وقال النووى) معناه ان البعير الاول الذى جرب من اجربة؟ وانتم تعلمون وتعترفون ان اللة تعالى هو الذى اوجد ذلك غير ملاصقة لبعير اجرب فاعدوا ان البعير الثانى والثالث وما بعدهما انما جرب بفعل اللة تعالى وارادتة لا بعدوى تعدى بطبعها واو كان الجرب بالعدوى بالطبائع لم يجرب الاول لعدم المعدى ففى الحديث بيان الدليل القاطع لابطال قولهم فى العدوى بطبعها (٣) جاء فى اخر هذا الحديث عند ابى داود قال معمر قال الزهرى فحدثنى رجل عن ابى هريرة انة سمع رسول اللة صلى اللة علية وسلم انة قال (لا يوردن ممرض على مصح) قال فراجعة فقال اليس قد حدثنا ان النبى صلى اللة عليةوسلم قال (لا عدوى ولا صفرو هامة) قال لم احد ثكموه قال الزهرى قال ابو سلمة قد حدث بة وما سمعت ابا هريرة نسى حديثا قط غيرة (تخريجة) (ق د وغيرهم) هذا وحديث (ولا يوردن ممرض على مصح) حديث صحيح ثابت عند مسلم وابى داودو الامام احمد وغيرهم وسياتى فى الباب الثانى وياتى الكلام علية ولا منافاه بينة وبين حديث لا عدوى الخ فان المقصود بنفى العدوى هو اعتقاد ان بعض الامراض يعدى بطبيعتة واما ان يكون سببا فى العدوى بارادة اللة عز وجل فلا نفى وقيل المراد بقولة صلى اللة علية وسلم (لا يوردن ممرض على مصح) الاحتياط على اعتقاد الناس لئلا يتشاءموا بالمريضة ويعتقدوا انها مرضت الصحيحة بطبيعتها فيائموا فى هذا الاعتقاد واللة اعلم (٤) (سندة) حدثنا هاشم ثنا محمد بن طلحة عن عبد اللة بن شبرمة عن ابى زرعة بن عمرو بن جرير عن ابىهريرة قال قال رسول اللة صلى اللة علية وسلم الخ (غريبة) (٥) اى قالها ثلاث مرات للتاكيد (٦) النقبة بضم النون وسكون القاف اول شئ يظهر من الجرب وجمعها نقب بسكون القاف لانها تنقب الجلد اى تخرقة (نة) (٧) مشفر البعير بكسر الميم كالشفة للانسان (او بعجبة) بفتح العين المهملة وسكون الجيم اى ذنبة كما صرح بذلك فى بعض الروايات (٨) معناه أن كل شيء

<<  <  ج: ص:  >  >>