رجل رؤيا فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إني رأيت كأن ظله (١) تنطف عسلًا وسمعنا وكأن الناس يأخذون منها (٢) فبين مستكثر وبين مستقل (٣) وبين ذلك، وكأن سببًا (٤) متصل إلى السماء وقال يزيد (٥) مرة وكأن سببًا دلي من السماء فجئت فأخذت به فعلوت (٦) فعلاك الله، ثم جاء رجل من بعدكن فأخذ به فقطع به ثم وصل له فعلا فأعلاه الله، قال أبو بكر أئذن لي يا رسول الله فأعبرها له فأذن له، فقال أما الظلة فالإسلام، وأما العسل والسمن فحلاوة القرآن فبين مستكثر وبين مستقل وبين ذلك، وأما السبب فما أنت عليه تعلو فيعليك الله، ثم يكون من بعدك رجل على منهاجك فيعلو ويعليه الله ثم يكون من بعدكما (٨) قال أقسمت يا رسول الله لتخبرين فقال لا نقسم (٩)(عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما)(١٠) قال رأيت في المنام كأن يبدي قطعة
الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس الخ (غريبه) (١) عند الترمذي رأيت الليلة ظلة الخ: الظلة بضم الظاء المعجمة سحابة لها ظلة، وكل ما أظل من سقيفة ونحوها يسمى ظلة قاله الخطابي وعند ابن ماجة ظله بين السماء والأرض (تنظيف) بضم الطاء وكسرها أي تقطر قليلًا قليلًا (٢) جاء عند الترمذي (ورأيت الناس يستقون بأيديهم) أي يأخذون بالأسقية، وعند البخاري (يتكففون) أي يأخذون أبا مش (٣) أي منهم من يأخذ كثيرًا ومنهم من يأخذ قليلًا (٤) أي حبلًا متصلًا إلى السماء (٥) يزيد هو ابن هارون شيخ الإمام أحمد قال مرة في رواية أخرى (دلى من السماء) يعني حتى وصل إلى الأرض (٦) من العلو وهو الارتفاع (٧) هكذا بالأصل فأعلاه وكذا ما بعده وكلها صحيحة (٨) جاء عند مسلم أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا (قال النووي) اختلف العلماء في معناه فقال بعضهم إنما أخطأ في تركه تفسير بعضها، فإن الرائي قال رأيت ظلة تنطف السمن والعسل ففسره الصديق رضي الله عنه بالقرآن حلاوته ولينه، وهذا إنما هو تفسير العسل وترك تفسير السمن وتفسيره السنة، فكان حقه أن يقول القرآن والسنة وإلى هذا أشار الطحاوي، (وقال آخرون) الخطأ وقع في خلع عثمان لأنه ذكر في المنام أنه أخذ بالسبب فانقطع به، وذلك يدل على انخلاعه بنفسه، وفسره الصديق بأنه يأخذ به رجل فينقطع به ثم يوصل له فيعلوا في الأحاديث الصحيحة إنما هو إذا لم تكن في الأبرار مفسدة ولا مشقة ظاهرة فإن كان لم يؤمر بالأبرار، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبر قسم أبي بكر لما رأى في أبراره من المفسدة، ولعل المفسدة ما علمه من سبب انقطاع السبب مع عثمان وهو قتله وتلك الحروب والفتن المترتبة عليه فكره ذكرها مخافة من شيوعها، أو أن المفسدة لو أنكر عليه مبادرته ووبخه بين الناس أو أنه أخطأ في ترك تعيين الرجال الذين يأخذون بالسبب بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكان في بيانه صلى الله عليه وسلم أعيانهم مفسدة والله أعلم اهـ (١٠) (سنده) حدّثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع قال قال ابن عمر رأيت في المنام الخ (غريبه)