للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[بعض ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم وحديث ابن عباس في ذلك]-

(عن ابن عباس) (١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه فيما يرى النائم ملكان فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه اضرب مثل هذا ومثل أمته فقال إن مثَله ومثَل أمته كمثل قوم سَفْر انتهوْا إلى رأس مفازة (٢) فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل في حُلة حَبرة (٣) فقال أرأيتم أن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رٌواءا (٤) أتتبعوني؟ فقالوا نعم قال فانَطلق بهم فأوردهم رياضا معشبة وحياضا رُواءا فأكلوا وشربوا وسمنوا، فقال لهم ألم ألقكم على تلك الحال فجعلتم لي إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رُواءا أن تتبعوني؟ فقالوا بلى: قال فإن بين أيديكم رياضا أعشب من هذه وحياضا أروى من هذه فاتبعوني، قال فقالت طائفة صدق والله لنتبعنه، وقالت طائفة قد رضينا بهذا نقيم عليه (عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه) (٥) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتيت وأنا نائم بقدح من لبن فشربت منه حتى جعل اللبن يخرج من أظفاري، ثم ناولت فضلي عمر بن الخطاب، فقال يا رسول الله فما أوّلته قال العلم (حدثني سالم عن أبي عمر) (٦) عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) قال رأيت الناس قد اجتمعوا فقام أبو بكر فنزع ذَنوبا (٧) وذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له، ثم نزع عمر فاستحالت غربا (٨) فما رأيت عبقريا (٩) من الناس يَفرى فريه حتى ضرب


ثقات (١) (سنده) حدّثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف ابن مهران عن ابن عباس الخ (غريبه) (٢) المفازة بالميم والفاء البَرِّية الفقر والجمع المافوز، سميت بذلك لأنها مهلكة من فّوز إذا مات، وقيل سميت تفاؤلا من الفوز النجاة (له) (٣) الحبرة بكسر الحاء وفتحها مع فتح الباء والراء ضرب من برود اليمن منمر ويجوز (حالة حيرة) على الوصف وعلى الإضافة كما نص عليه في اللسان (٤) الرواء بضم الراء والمد المنظر الحسن يريد أنها حسنة المنظر (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب بز) واسناده حسن (٥) (سنده) حدّثنا وهب بن جرير حدثنا أبي سمعت يونس عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه الخ (تخريجه) (ق مذ) (٦) (سنده) حدّثنا روح حدثنا ابن جريج قال اخبرني موسى بن عقبة حدثني سالم عن ابن عمر الخ (٧) بفتسح الذال المعجمة الدلو الممتلئ (وقوله وفي نزعه ضعف) إخبار عن حاله في قصر مدة ولايته، وليس في قوله (والله يغفر له) نقص ولا إشارة إلى أنه وقع منه ذنب، وإنما هي كلمة كانوا يقولونها (٨) الغرب بسكون الرائ الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور فإذا فتحت الراء فهو الماء السائل بين البئر والحوض وهذا تمثيل، ومعناه أن عمر لما أخذ الدلو ليستقي عظمت في يده لأن الفتوح كانت في زمنه أكثر منها في زمن أبي بكر، ومعنى استحالت انقلبت عن الصغر إلى الكبر (له) (٩) قال في النهاية عبقري القوم سيدهم وكبيرهم وقويهم، والأصل في العبقري فيما قيل إن عبقر قرية يسكنها الجن فيما يزعمون فكلما رأو شيئا فائقا غريبا مما يصعب عمله ويدق أو شيئًا عظيما في نفسه نسبوه إليها فقالوا عبقري، ثم اتسع فيه حتى سمي به السيد الكبير اهـ (وقوله يفرى فريه) بالفاء من باب رمى ومعناه

<<  <  ج: ص:  >  >>