-[ما جاء في اللعب بالشطرن وسماع المزمار وكلام العلماء في ذلك]-
(عن عبد الرحمن الخطمي)(١) قال سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلي مثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير ثم يقوم فيصلي (٢)(باب ما جاء في آلة اللهو والقينات وشرب الخمر)(عن نافع مولى بن عمر)(٣) أن ابن عمر رضي الله عنهما سمع صوت زمارة راع فوضع إصبعيه في أذنيه وعدل راحلته عن الطريق وهو يقول يا نافع أتسمع؟ فأقول نعم فيمضي حتى قلت لا، فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع صوت زمارة راع فصنع مثل هذا (٤)
إرشاده أن أول ظهور الشطرنج في زمن الصحابة وضعه رجل هندي يقال له صصة، قال ورودي البيهقي من حديث جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا قال في الشطرنج هو من الميسر، قال ابن كثير وهو منقطع جيد، وروى عن ابن عباس وابن عمر وأبي موسى الأشعري وأبي سعيد وعائشة أنهم كرهوا ذلك، وروى عن ابن عمر أنه شر من النرد كما قال مالك، وحكى في ضوء النهار عن ابن عباس وأبي هريرة وابن سيرين وهشام بن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وابن جبير أنهم أباحوه، وقد روى في تحريمه أحاديث جاءت عند الديلمي من حديث وائلة وابن عباس وأنس، وعند ابن حزم وعبدان من حديث جميع بن مسلم (كلها تفيد التحريم وأخرج الديلي عن علي مرفوعا يأتي على الناس زمان يلعبون بها ولا يلعب بها إلا كل جبار والجبار في النار، وأخرج ابن أبي شبيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي كرم الله وجهه أنه قال النرد والشطرنج من الميسر، وأخرج عنه عبد بن حميد أنه قال الشطرنج ميسر العجم وأخرج عنه ابن عساكر أنه قال لا يسلم على أصحاب النردشير والشطرنج، قال ابن كثير والأحاديث المروية فيه لا يصح منها شيء ويؤيد هذا ما تقدم من أن ظهوره كان في أيام الصحابة، وأحسن ما روى فيه ما تقدم عن علي كرم الله وجهه، وإذا كان بحيث لا يخلو أحد اللاعبين من غنم أو غرم فهو من القمار، وعليه يحمل ما قاله على إنه من الميسر، والمجوزون له قالوا أن فيه فائدة، وهي معرفة تدبير الحروب ومعرفة المكايد فأشبه السبق والرمي، قالوا وإذا كان على عوض فهو كمال الرهان وقد تقدم حكمه في أبواب السبق والرهان في آخر كتاب الجهاد، ولا نزاع أنه نوع من اللهو الذي نهى الله عنه، ولا ريب أنه يلزمه أيغار الصدور وتتأثر عنه العداوات وتنشأ منه المخاصمات، فطالب النجدة لنفسه لا يشتغل بما هذا شأنه، وأقل أحواله أن يكون من المشتبهات والمؤمنون وقافون عند الشبهات والله أعلم اهـ (تخريجه) (م د) (١) (سنده) حدّثنا مكي بن إبراهيم ثنا الجعيد عن موسى بن عبد الرحمن الخطمي أنه سمع محمد بن كعب وهو يسأل عبد الرحمن يقول أخبرني ما سمعت أباك يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الرحمن سمعت أبي يقول الخ (غريبه) (٢) فيه إشارة إلى التحريم لأن التلوث بالنجاسات من المحرمات وهذا المثيل مبالغة في قبحه وتحريمه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل) وزاد لا تقبل صلاته، والطبراني وفيه موسى بن عبد الرحمن الخطمي ولم أعرفه وبقية رجال أحمد رجال الصحيح (باب) (٣) (سنده) حدّثنا الوليد (يعني ابن مسلم) حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان ابن موسى عن نافع مولى ابن عمر الخ (غريبه) (٤) قال الامام الخطابي المزمار الذي يصفه ابن عمر رضي الله عنهما هو صفارة الرعاة، قال وهذا وإن كان مكروها فقد دل هذا الصنع على أنه ليس في غلظ الحرمة