(عن السائب ابن يزيد)(١) أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة أتعرفين هذه؟ قالت لا يا نبي الله، قال هذه قينة (٢) بني فلان تحببن أن تغنيك؟ قالت نعم قال فأعطاها طبقا (٣) فغنتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد نفخ الشيطان في منخريها (٤)(عن أبي أمامة)(٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله بعثني رحمة للعالمين وهدى للعالمين وأمرني ربي عز وجل بمحق المعازف (٦) والمزامير والأوثان والصلب وأمر الجاهلية (٧) وحلف ربي عز وجل بعزته لا يشرب عبد من عبيدي جرعة من خمر إلا سقيته من الصديد (٨) مثلها يوم القيامة مغفور اله أو معذبا، ولا يسقيها صبيا صغيرا ضعيفا مسلما إلا سقيته من الصديد مثلها يوم القيامة مغفورا له أو معذبا: ولا يتركها من مخافتي إلا سقيته من حياض (وفي رواية من حظيرة) القدس يوم القيامة، ولا يجل بيعهن ولا شراؤهن ولا تعليمهن ولا تجارة فيهن وثمنهن (وفي رواية وأكل أثمانهن) حرام يعني الضاربات (وفي رواية المغنيات)
كسائر الزمور والمزاهر والملاهي التي يستعملها أهل الخلاعة والمجون، ولو كان كذلك لأشبه أن لا يقتصر في ذلك على سد المسامع فقط دون أن يبلغ فيه من النكير مبلغ الردع والتنكيل والله سبحانه وتعالى أعلم (تخريجه) (د جه) وفي آخره عند أبي داود قال أبو علي اللؤلؤي (هو أحد رواه السنن عن أبي داود) سمعت أبا داود يقول (وهو حديث منكر اهـ). قال صاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داود ولا يعلم وجه النكارة بل إسناده قوي وليس بمخالف لرواية الثقات (١) (سنده) حدّثنا مكي ثنا الجعيد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد الخ (غريبه) (٢) بفتح القاف وسكون التحتية قال في النهاية القينة الأمة غنت أو لم تغن، والماشطة وكثيرا ما تطلق على المغنية من الإماء، وجمعها قينات (٣) قال في القاموس الطبق محركة غطاء كل شيء جمعه أطباق وأطبقة، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم أعطاها طبقا من أمتعة البيت لتضرب به وتغني ومثل هذا الغناء لا يكون محظورا لخلوه من التكسر والأمور المهيجة بل من الكلام المباح كما تقدم في كتاب النكاح من غناء الجواري بقولهن (أتيناكم أتيناكم فحيو ناحييكم) ونحو ذلك، وإلا لما أقرها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك (٤) معناه والله أعلم أن الشيطان زين لها الغناء فاسترسلت فيه بنشاط وغير ملل (تخريجه) (طب) ورجاله ثقات (٥) (سنده) حدثنا الهاشم بن القاسم ثنا الفرج ثنا على بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي أمامة (يعني الباهلي) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٦) بالعين المهملة والزاي بعدها فاء جمع معزفة بفتح الزاي وهي آلات الملاهي ويطلق على الغناء عزف وعلى كل لعب عزف، ومحقها إزالتها ومحوها وإبطال العمل بها هي وما عطف عليها (والمزامير) جمع زمارة قال في القاموس والزمارة كجبانة ما يزمر به كالمزمار (والأوثان) جمع وثن وهي التي كانت تعبد في الجاهلية (والصلب) جمع صليب كبريد وبرد، وهو صليب النصارى المعروف (٧) هو ما كان عليه أهل الجاهلية من العوائد القبيحة التي حرمها الإسلام (٨) جاء في رواية عند الطبراني من حديث ابن عباس (ومدمن الخمر حقا على الله أن يسقيه من نهر الخبال، قيل يا رسول الله وما نهر الخبال؟ قال صديد أهل النار، وفي رواية من حديث جابر عند مسلم (وأن عند الله عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال، قال عرق أهل النار (أو عصارة أهل النار) (تخريجه) (طل) وروى الترمذي منه الجزء المختص بالمغنيات وفي إسناده على