(وعنه من طريق ثان)(١) نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لباس القسي والمياثر والمعصفر وعن قراءة القرآن والرجل راكع أو ساجد (عن أبي بردة بن أبي موسى)(٢) عن علي رضي الله عنه قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن الميثرة وعن القسية، قلنا له يا أمير المؤمنين وأي شيء الميثرة؟ قال شيء كان يصنعه النساء لبعولتهن على رحالهن، قال قلنا وما القسية قال ثياب تأتينا من قبل الشام (وفي رواية أو اليمن شك الراوي) مضلعة فيها أمثال الأترج (وفي رواية فيها حرير فيها أمثال الأترج) قال أبو بردة فلما رأيت السبني (٣) عرفت أنها هي
أهل اللغة وغريب الحديث هي ثياب مضلعة بالحرير تعمل بالقس بفتح القاف، وهو موضع من بلاد مصر، وهو قرية على ساحل البحر قريبة من تنيس، وقيل هي ثياب كتان مخلوط بحرير، وقيل هي ثياب من القز، وأصله القزى بالزاي منسوب إلى القز وهو رديئي الحرير فأبدل من الزاي سين، وهذا القسي إن كان حريره أكثر من كتانه فالنهي عنه للتحريم وإلا فالكراهة للتنزيه اهـ (والميثرة) واحدة المياثر وهي مفعلة بكسر الميم من الوثارة بفتح الواو الشيء الوطيء اللين (قال العلماء) وهي وطاء كانت النساء يصنعنه لأزواجهن على السروج، كان من مراكب العجم، ويكون من الحرير ويكون من الصوف وغيره، وقيل هي شيء كالفراش الصغير تتخذ من حرير تحشى بقطن أو صوف يجعلها الراكب على البعير تحته فوق الرحل (قال النووي) قال العلماء فالمئزة إن كانت من الحرير كما هو الغالب فيما كان من عادتهم فهي حرام لأنه جلوس على الحرير واستعمال له، وهو حرام على الرجال سواء كان على رحل أو سرج أو غيرهما، وإن كانت من غير الحرير فليست بحرام، ومذهبنا أنها ليست مكروهة أيضا، وحكى القاضي عياض عن بعض العلماء كراهتها لئلا يظنها الرائي من بعيد حريرا (١) (سنده) حدثني محمد بن عبيد بن محمد المحرابي حدثنا عبد الله بن الأجلح عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن علي قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) الحديث بطريقيه من زوائد عبد الله بن الإمام أحمد على مسند أبيه وكلا الطريقين ضعيف، فالطريق الأولى منقطعة لأن علي زين العابدين لم يدرك جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي الطريق الثانية عبد الكريم أو أمية ضعفه الحافظ في التقريب، وفي التهذيب ضعفه ابن معين لكن يؤيده بطريقيه الحديث التالي (٢) (سنده) حدّثنا علي بن عاصم أخبرنا عاصم بن كليب الجرمي عن أبي بردة أبي موسى (يعني الأشعري) قال كنت جالسا مع أبي فجاء علي فقام علينا فسلم ثم أمر أبا موسى بأمور من أمور الناس، قال ثم قال علي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سل الله الهدى وأنت تعني بذلك هداية الطريق، واسأل الله السداد وأنت تعني بذلك تسديدك السهم، ونهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجعل خاتمي في هذه أو هذه السبابة والوسطى، قال فكان قائما فما أدرى في أيتهما قال، ونهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الميثرة وهي القسية الخ (٣) بفتح السين المهملة والموحدة وكسر النون وآخره ياء مشددة، قال في النهاية السبنية ضرب من الثياب تتخذ من مشاقة الكتان منسوبة إلى موضع بناحية المغرب يقال له (سبن) (تخريجه) الحديث صحيح وأخرج أبو داود منه الدعاء بالهداية والسداد الخ، قال المنذري أخرج البخاري قول أبي بردة إلى آخره تعليقا، وأخرج مسلم حديث وضع الخاتم وما بعده في اللباس، وحديث الدعاء في الدعوات، وأخرجه (مذ نس جه) مختصرا