(٥) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا عفان قال ثنا حماد ابن سلمة قال أنا حكيم الأثرم عن أبي تميمه الهجيمي عن أبي هريرة "الحديث" (غريبه) (١) قال الطيبي رحمه الله أتى لفظ مشترك هنا بين المجامعة وإتيان الكاهن (وقال القاري رحمه الله) والأولى أن يكون التقدير وصدق كاهنا فيضير من قبيل "علفتها تبتا وماء باردًا" أي وسقيتها أو يقال من أتى حائضًا أو امرأة بالجماع أو كاهنا بالتصديق اه (٢) الكاهن هو الذي يخبر عما يكون في الزمان المستقبل بالنجوم أو بأشياء مكتوبة في الكتب من أكاذيب الجن لأن الجن كانوا يصعدون إلى السماء قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فيستمعون ما يقول الملائكة من أحوال أهل الأرض وما يحدث من الحوادث فيأتون إلى الكهنة ويخبرونهم بذلك فيخبر الكهنة الناس ويخلطون بكل حديث مائة كذبة، وفي النهاية لابن الأثير رحمه الله الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار وقد كان في العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما من كان يزعن أن له تابعًا من الجن ورئيًا يلقى إليه الأخبار ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله وهذا يخصونه باسم العراف كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما اه (٣) هكذا رواية الامام أحمد أحمد وأبي داود، أي بريء بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة حيث لم يعمل بهما فكانه تبرأ منهما، ورواية الترمذي وغيره (فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) قيل هذا إذا كان مستحلًا لذلك وقيل بل هو تغليظ وتشديد أي عمل عمل من كفر (تخريجه) أخرجه (الدازمي. جه. مذ) وقال لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمه عن أبي هريرة وإنما معنى هذا عند أهل العلم على التغليظ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من أتى حائضًا فليتصدق بنصف دينار" فلو كان إتيان الحائض كفرًا لم يأمر فيه بالكفارة وضعف محمد (يعني البخاري) هذا الحديث من قبل إسناده، وأبو تميمة الهجيمي اسمه طريف ابن مجاهد اه (قلت) قال النسائي ليس به بأس (خلاصة) وفي التهذيب ذكره ابن حبان في التقات (الأحكام) في حديث الباب التغليظ والتشنيع على من أتى حائضًا أو امرأة في دبرها