رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزور (١) قال عبد الصمد الزور، قال وجاء رجل بعصا على رأسها خرقة (٢) فقال ألا وهذا الزور، قال أبو عامر قال قتادة هو ما يكثر به النساء أشعارهن من الخرق (٣)(عن سعيد بن المسيب)(٤) قال خطب معاوية "رضى الله عنه" على منبر النبى صلى الله عليه وسلم أو منبر المدينة فأخرج كبة (٥) من شعر قال ما كنت أرى أن أحدا يفعل هذا غير اليهود، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه الزور (٦)(عن حميد بن عبد الرحمن)(٧) أنه رأى معاوية يخطب على المنبر وفى يده قصة (٨) من شعر قال سمعته يقول أن علماؤكم (٩) يا أهل المدينة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذا، وقال انما عذب بنو اسرائيل حين اتخذت هذه نساؤهم (١٠)(باب نهى المرأة أن تلبس ما يحكى بدنها أو تشبَّه بالرجال)(عن ابن أسامة بن زيد)(١١) أن أباه أسامة قال
يطلق على كل كلمة أو فعلة قبيحة (١) أصل الزور الكذب والباطل، رالمراد به هنا وصل الشعر كما فسره قتادة فى آخر الحديث (٢) الخرقة من الثوب القطعة منه، والجمع خرق كسدرة وسدر (٣) قال الحافظ يستفاد من الزيادة فى رواية قتادة منع تكثير شعر الرأس بالخرق كما لو كانت المرأة مثلا قد تمزق شعرها فتضع عوضه خرقا توهم أنها شعر (تخريجه) (ق. وغيرهما) قال الحافظ هذا الحديث حجة للجمهور فى منع وصل الشعر بشئ آخر سواء كان شعرا أم لا، قال وذهب الليث ونقله أبو عبيدة عن كثير من الفقهاء أن الممتنع من ذلك وصل الشعر بالشعر، وأما اذا وصلت شعرها بغير الشعر من خرقة وغيرها فلا يدخل فى النهى، وأخرج أبو داود بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال لابأس بالقرامل، وبه قال احمد، والقرامل جمع قرمل بفتح القاف وسكون الراء نبات طويل الفروع لين، والمراد به هنا خيوط من حرير أو صوف يعمل ضفائر تصل به المرأة شعرها، وفصل بعضهم بين ما اذا كان ما وصل به الشعر من غير الشعر مستورا بعد عقده مع الشعر بحيث يظن انه من الشعر وبين ما اذا كان ظاهرا، فمنع الأول قوم فقط لما فيه من التدليس وهو قوى، ومنهم من أجاز الوصل مطلقا سواء كان بشعر آخر أو بغير شعر اذا كان بعلم الزوج وباذنه وأحاديث الباب حجة عليه (٤) (سنده) حدّثنا عفان ثنا شعبة قال أخبرنى عمرو بن مرة قال سمعت سعيد بن المسيب قال خطب معاوية الخ (غريبه) (٥) بضم الكاف وتشديد الباء الموحدة وهى شعر مكفوف بعضه على بعض (٦) زاد البخارى (يعنى الواصلة فى الشعر) أى لأنه كذب وتغيير لخلق الله عز وجل (تخريجه) (ق. وغيرها) (٧) (سنده) حدّثنا عبد الرازق ثنا معمر عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن الخ (غريبه) (٨) بضم القاف وتشديد المهملة قال الاصمعى وغيره هى شعر مقدم الرأس المقبل على الجبهة وقيل شعر الناصية (٩) قال النووى هذا السؤال للإنكار عليهم باهمالهم انكار هذا المنكر وغفلتهم عن تغييره: وفى حديث معاوية هذا اعتناء الخلفاء وسائر ولاة الأمور بانكار المنكر واشاعة ازالته وتوبيخ من أهمل انكاره ممن توجه ذلك عليه (١٠) قال القاضى عياض قيل يحتمل انه كان محرما عليهم فعوقبوا باستعماله وهلكوا بسببه، وقيل يحتمل ان الهلاك كان به وبغيره مما ارتكبوه من المعاصى فعند ظهور ذلك فيهم هلكوا، وفيه معاقبة العامة بظهور المنكر والله أعلم (تخريجه) (ق. والامامان. وغيرهم) (باب) (سنده) (١١) حدّثنا أبو عامر ثنا زهير