-[ما جاء في الطيب وكلام العلماء فى الحكمة فى كثرة نساء النبى صلى الله عليه وسلم]-
(أبواب الطيب والكحل وما جاء فيهما)
(باب استحباب الطيب وما هو أطيب الطيب؟)(عن أنس رضى الله عنه)(١) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بطيب (٢) لم يردَّه (وعنه من طريق ثان)(٣) قال ما عرض على النبى صلى الله عليه وسلم طيب قط فردَّه (وعنه أيضا)(٤) أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال حبب (٥) إلىّ من الدنيا النساء (٦) والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة (٧)
الأشعري ورجال الطبرانى ثقات (باب) (سنده) (١) حدّثنا وكيع ثنا عزرة بن ثابت الأنصارى عن ثمامة ابن عبد الله بن أنس عن أنسر (يعنى ابن مالك الخ) (غريبه) (٢) الطيب هو كل ماله رائحة زكية (٣) (سنده) حدّثنا هاشم ثنا المبارك عن اسماعيل بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس بن مالك قال ما عرض الخ (تخريجه) أورد الطريق الثانية منه الهيثمى وقال رواه البزار وفيه مبارك بن فضالة وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) أورده الحافظ بلفظه فى الفتح وقال سنده حسن اهـ وجاء عند البخارى عن أنس أنه كان لا يردّ الطيب، وزعم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان لايردّ الطيب (قال الحافظ) وقد أخرج أبو داود والنسائى وصححه ابن حبان من رواية الأعرج عن أبى هريرة رفعه (من عرض عليه طيب فلا يتركه فانه طيِّب الريح خفيف الحمل) وأخرجه مسلم من هذا الوجه، لكن وقع عنده ريحان بدل طيب، والريحان كل بقلة لها رائحة طيبة اهـ (٤) (سنده) حدّثنا أبو عبيدة عن سلام أبى المنذر عن ثابت عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٥) بالبناء للمفعول (وقوله إلى من الدنيا النساء) الخ هذا هوا اللفظ الوارد، وورد أيضا من دنياكم، ومن زاد كالزمخشرى والقاضى لفظ ثلاث بعد قوله من الدنيا أو من دنياكم فقد وهم، قال الحافظ العراقى فى أماليه لفظ ثلاث ليست فى شئ من كتب الحديث وهى تفسد المعنى، وقال الزركشى لم يرد لفظ ثلاث وزيادتها مخلة للمعنى، فان الصلاة ليست من الدنيا، وقال الحافظ فى تخريج الكشاف لم يقع فى شئ من طرقه وهى تفسد المعنى اذ لم يذكر بعدها إلا الطيب والنساء، ثم إنه لم يضفها لنفسه فلم يقل أحب تحقيرا لأمرها لأنه أبغض الناس فيها (٦) أى الاكثار منهن لنقل ما بطن من الشريعة مما يستحيا من ذكره للرجال، ولأجل كثرة سواد المسلمين واعتزاز الدين بكثرة أصهاره من قبائل متعددة (والطيب) أى لأنه حظ الروحانيين وهم الملائكة (٧) أى ذات الركوع والسجود، وخصها لكونها محل المناجاة ومعدن المصافاة، وقدم النساء الاهتمام بنشر الأحكام وتكثير سواد الاسلام. وأردفه بالطيب لأنه من أعظم الدواعى لجماعهن المؤدى الى تكثير التناسل فى الاسلام مع حسنه بالذات وكونه كالقوات للملائكة الكرام، وأفرد الصلاة بما يميزها عنهما بحسب المعنى، إذ ليس فيها تقاضى شهوة نفسانية كما فيهما، واضاقتها الى الدنيا من حيث كونها ظرفا للوقوع، وقرة عينه فيها مناجاته ربه، ومن ثم خصها دون بقية أركان الدنيا. هذا ما ذكره القاضى كغيره فى بيان وجه الترتيب والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ السيوطى فى الجامع الصغير وعزاه للامام أحمد و (نس ك هق) ورمز له بعلامة الحسن، وقال المناوى فى شرحه فيض القدير قال الحاكم صحيح على شرط مسلم، وقال الحافظ العراقى اسناده جيد، وقال ابن حجر حسن (يعنى الحافظ ابن حجر عسقلانى) (تنبيه) قال المنارى عقب هذا الكلام واعلم ان المصنف (يعنى الحافظ السيوطى) جعل فى الخطبة (حم) رمزا لأحمد في مسنده