عدت إليه فقال حاجتك (عن أبى موسى)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله عز وجل صلاة رجل فى جسده شئ من الخلوق (٢)(عن يعلى بن مرة)(٣) قال كان النبى صلى الله عليه وسلم يمسح وجوهنا فى الصلاة (زاد فى رواية قبل أن يكبر) ويبارك علينا، قال فجاء ذات يوم فمسح وجوه الذين عن يمينى وعن يسارى وتركنى، وذلك انى كنت دخلت على أخت لى فمسحت وجهى بشئ من صفرة (٤) فقيل لى انما تركك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بوجهك، فانطلقت الى بئر فدخلت فيها فاغتسلت ثم انى حضرت صلاة أخرى فمر بى النبى صلى الله عليه وسلم فمسح وجهى وبرّك على (٥) وقال عاد بخير دينه العلا تاب واستهلت السماء (٦)(وعنه من طريق ثان)(٧) قال اغتسلت وتخلقت بخلوق وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجوهنا فلما دنا منى جعل يجافى يده عن الخلوق، فلما فرغ قال يا يعلى ما حملك على الخلوق أتزوجت؟ (٨) قلت، لا، قال لى اذهب فاغسله، قال فمررت على ركيَّة (٩) فجعلت أقع فيها ثم جعلت أتدلك بالتراب حتى ذهب، قال ثم جئت إليه فلما رآنى النبى صلى الله عليه وسلم قال عاد بخير دينه العلا، تاب واستهلت السماء (وعنه من طريق ثالث)(١٠) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخلوق الذي عليه بالغسل حتى ذهب أثره، ثم رجع الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال حاجتك، أى اطلب حاجتك الآن وفيه كراهة النبى صلى الله عليه وسلم التطيب بالخلوق للرجال لأنه من طيب النساء (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد، وابو حبيبة هذا ان كان هو الطائى فهو ثقة، وان كان غيره فلم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح (١) (سنده) حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا أبو جعفر الرازى عن الربيع بن أنس عن جده قال سمعت أبا موسى يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) جاء عند أبى داود عن جديه، قال أبو داود جداه زيد وزياد (غريبه) (٢) قال العلماء المراد نفى ثواب الصلاة الكاملة للتشبه بالنساء، وقال ابن المنذر فيه تهديد وزجر عن اعتمال الخلوق (تخريجه) (د) وفى اسناده ابو جعفر الرازى مختلف فيه وثقة جماعة وضعفه آخرون والله أعلم (٣) (سنده) حدّثنا يزيد بن هارون انا المسعودى عن يونس ابن خباب عن ابن يعلى بن مرة عن أبيه قال كان النبى صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) ابن يعلى هو عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفى كما سيأتى فى الطريق الثانية (غريبه) (٤) يعنى الخلوق بفتح الخاء المعجمة وتقدم تفسيره فى شرح الحديث الاول من احاديث الباب وهو طيب مركب من زعفران وغيره تغلب عليه الصفرة (٥) بتشديد الراء مفتوحة أى دعا له بالبركة (٦) معناه استنارت السماء وفرحت الملائكة بتوبة العلا يعنى يعلى والله أعلم (٧) (سنده) حدّثنا عبيدة عن حميد حدثنى عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده يعلى بن مرة قال اغتسلت الخ (٨) هذا السؤال يشعر بأنه يرخص للرجل اذا كان حديث عهد بعرس فى طيب الخلوق، ويستأنس لذلك بما رواه الامامان مالك فى الموطأ والشافعى فى مسنده عن أنس بن مالك ان عبد الرحمن بن عوف جاء الى النبى صلى الله عليه وسلم وبه أثر صفرة فسأله رسول صلى الله عليه وسلم فأخبره انه تزوج فذكر الحديث، وليس فيه انكار من النبى صلى الله عليه وسلم عليه، قال القاضى عياض وقيل أنه يرخص فى ذلك الرجل العروس، وقد جاء ذلك فى أثر ذكر أبو عبيد أنهم كانوا يرخصون فى ذلك الشاب أيام عرسه قال وقيل لعله كان يسيرا فلم ينكر اهـ (٩) بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد الياء التحتية مفتوحة هى البئر وجمعها ركابا (١٠) (سنده) حدّثنا عفان ثنا حماد عن عطاء بن السائب عن حفص بن عبد الله عن