-[ماء جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم - وها كان يخضب شيبه أم لا؟]-
النبي صلى الله عليه وسلم) ورضى عنها فأخرجت الينا شعراً من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوباً بالحناء والكتم (عن ابى ذر)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحسن ما غُيِّر به هذا الشيب الحناء والكتم (عن الحكم بن عمرو الغفارى)(٢) قال دخلت أنا وأخى رافع بن عمرو على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأنا مخضوب بالحناء وأخى مخضوب بالصفرة (٣) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا خضاب الإسلام، وقال لأخى رافع هذا خضاب الإيمان (٤)(عن حميد قال سئل أنس)(٥) هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أنه لم ير من الشيب إلا نحواً من سبع عشرة أو عشرين شعرة في مقدم لحيته وقال انه لم يشن (٦) بالشيب: فقيل لأنس أشين هو؟ قال كلكم يكرهه ولكن خضب أبو بكر بالحناء والكتم وخضب عمر بالحناء (عن محمد بن عبد الله بن زيد)(٧) أن أباه (٨) حدثه أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم على المنحر ورجلاً من قريش وهو يقسم أضاحى فلم يصبه منه شيء ولا صاحبه (٩) فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه فأعطاه (١٠) فقسم منه على رجال وقلم أظفاره فأعطاه صاحبه، قال فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم يعنى شعره (١١)(عن أبى مالك الأشجعى)(١٢) قال سمعت أبى (يعنى طارق بن اشيم رضي الله عنه) وسألته فقال كان خضا بنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الورس (١٣)
(١) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن سعيد الجريرى عن عبد الله بن بريدة الأسلمى عن أبى الأسود عن أبى ذر الخ (تخريجه) (الأربعة) وقال الترمذى هذا حديث حسن صحيح (٢) (سنده) حدّثنا هاشم ثنا عبد الصمد ابن حبيب بن عبد الله الأزدى قال حدثنى أبى عن الحكم بن عمرو الغفارى الخ (غريبه) (٣) يحتمل أن يكون الورس وهو نبت أصفر يصبغ به أو يكون الزعفران (٤) معناه أن الخضاب بالأصفر أفضل من الخضاب بالحنا لأن لون الحنا يميل إلى السواد والمؤمن أفضل من المسلم والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد وفيه عبد الصمد بن حبيب وثقه ابن معين وضعفه أحمد وبقية رجاله ثقاله (٥) (سنده) حدّثنا ابن أبى عدى عن حميد قال سئل أنس (يعنى ابن مالك) الخ (غريبه) (٦) الشين العيب وقد شانه يشينه. جعل الشيب هاهنا عيباً وليس بعيب فإنه قد جاء في الحديث أنه وقار وأنه نور، ووجه الجمع بينهما أنه لما رأى عليه السلام أبا قحافة ورأسه كالثَّغامة أمرهم بتغييره وكرهه ولذلك قال غيروا الشيب، فلما علم أنس ذلك من عادته قال ما شانه ببيضاء (يعنى بشيب) بناء على هذا القول وحملاله على هذا الرأى ولم يسمع الحديث الآخر، ولعل أحدهما ناسخ للآخر (نه) (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد ورجاله من رجال الكتب الستة وهو من ثلاثيات الإمام أحمد، وجاء عند الشيخين عن محمد بن سيرين قال سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيراً ولكن ابا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم (٧) (سنده) حدّثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث قال ثنا أبان هو العطار قال ثنا يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن محمد بن عبد الله بن زيد الخ (غريبه) (٨) هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان رضي الله عنه (٩) معناه لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ولا صاحبه شيئاً من الضحايا (١٠) أي أعطى صاحبه شعر رأسه (فقسم منه على رجال الخ) فيه التبرك بآثار الصالحين (١١) هذا موضع الدلالة من الحديث (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات (١٢) (سنده) حدّثنا بكر بن عيسى أبو بشر البصرى الرأسى قال ثنا أبو عوانة قال ثنا أبو مالك الأشجعى الخ (غريبه) (١٣) الورس تقدم تفسيره وهو نبت أصفر يصبغ