-[صح الحديث في وعيد من غير شيبه بالسواد وردّ الحافظ على من جعله موضوعا]-
(باب كراهة تغيير الشيب بالسواد)(حدّثنا حسين وأحمد بن عبد الملك)(١) قال ثنا عبيد الله يعنى بن عمرو عن عبد الكريم عن ابن جبير قال أحمد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام لا يريحون (٢) رائحة الجنة (عن محمد بن سيرين)(٣) قال سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرا ولكن أبا بكر وعمر بعده خضباً بالحناء والكتم، قال وجاء أبو بكر بأبيه أبى قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه تكرمه لأبي بكر رضي الله عنه فأسلم ولحيته ورأسه كالثغامة (٤) بياضا فقا رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروهما (٥) وجنبوه السواد (ومن طريق ثان)(٦) عن سعد ابن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا الشيب ولا تقربوه بالسواد
(باب) (١) (حدّثنا حسين وأحمد بن عبد الملك الخ) (غريبه) (٢) بفتح أوله أي لا يشمون رائحة الجنة (قال في النهاية) يقال راح يريح وراح يراح واراح يريح إذا وجد رائحة الشيء والثلاثة قد روى بها الحديث (تخريجه) (د نس حب) وسنده صحيح ومن الغريب أن ابن الجوزى أورده في الموضوعات وهو من الأحاديث التي ذب عنها الحافظ ابن حجر في كتابه القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد (قال رحمه الله) بعد ذكره بسنده ومتنه ما نصه أورده ابن الجوزى في الموضوعات من طريق أبى القاسم البغوى عر هاشم بن الحارث عن عبيد الله بن عمرو به وقال هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتهم به عبد الكريم بن أبى المخارق أبو أمية البصرى ثم نقل تجريحه عن جماعة (قال الحافظ) وأخطأ في ذلك فإن الحديث من رواية عبد الكريم الجزرى الثقة المخرج له في الصحيح، وقد أخرج الحديث المذكور من هذا الوجه أبو داود والنسائى وابن حبان في صحيحه وغيرهم، قال أبو داود في كتاب الترجل حدثنا أبو توبة ثنا عبيد الله عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة وأخرجه النسائى في الزينة وابن حبان والحاكم في صحيحهما من هذا الوجه، وقال أبو يعلى في مسنده حدثنا زهير ثنا عبد الله بن جعفر هو الرقى ثنا عبيد الله بن عمرو به، وأخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسى في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين من هذا الوجه أيضاً اهـ (قلت) وبهذا تعرف أن الحديث صحيح لا مطعن فيه (٣) (سنده) حدّثنا محمد بن سلمة الحرانى عن هشام عن محمد بن سيرين الخ (غريبه) (٤) بثاء مثلثة مفتوحة ثم غين معجمة مخففة قال أبو عبيد هو نبت أبيض الزهر والثمر يشبه بياض الشيب به (٥) يعنى رأسه ولحيته وفيه مشروعية تغيير الشيب وأنه غير مختص باللحية وعلى عدم جواز الخضاب بالسواد وسيأتى الكلام على ذلك في آخر الباب (٦) (سنده) حدّثنا قتيبة قال أنا ابن لهيعة عن خالد بن أبى عمران عن سعد بن إسحاق بن كعب عن عجرة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق) إلى قوله بالحناء والكتم وقصة أبى قحافة جاءت في الصحيحين وغيرها من طرق أخرى، وأورده الهيثمى وقال رواه (حم عل) بنحوه والبزار باختصار، وفي الصحيح