للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في العطاس وآدابه وتشميت العاطس وكلام العلماء في ذلك]-

ما استطاع (باب ما جاء في العطاس وآدابه وتشميت العاطس إذا حمد الله) (عن أبى هريرة) (١) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع ثوبه أو يده على جبهته وخفض أو غض من صوته (٢) (وعنه أيضاً) (٣) قال عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما أشرف من الآخر، فعطس الشريف فلم يحمد الله فلم يشمته (٤) النبي صلى الله عليه وسلم، وعطس الآخر فحمد الله فشمته النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال الشريف عطست عندك فلم تشمتنى وعطس هذا عندك فشمته؟ قال فقال إن هذا ذكر الله فذكرته، وإنك نسيت الله فنسيتك (٥) (وعنه أيضاً) (٦) يرفعه إذا عطس أحدكم فليضع يده على فيه (وعنه أيضاً) (٧) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يحب العطاس ويكره التثاؤب، فمن عطس فحمد الله فحق على من سمعه أن يقول يرحمك الله


(باب) (١) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال حدثنى سمى عن أبى صالح عن أن هريرة الخ (غريبه) (٢) قال الحافظ ومن آداب العاطس أن يخفض بالعطس صوته ويرفعه بالحمد وأن يغطى وجهه لئلا يبدو من فيه أو أنفه ما يؤذى جليسه ولا يلوى عنقه يميناً ولا شمالاً لئلا يتضرر بذلك (قال ابن العربى) الحكمة في خفض الصوت بالعطاس إن في رفعه إزعاجاً للأعضاء، وفي تغطية الوجه أنه لو بدر منه شيء أذى جليسه، ولو لوى عنقه صيانة لجليسة لم يأمن من الالتواء، وقد شاهدنا من وقع له ذلك، وأيد ذلك بحديث الباب (تخريجه) (د مذ) وقال الترمذى هذا حديث حسن صحيح (٣) (سنده) حدّثنا ربعى بن ابراهيم ثنا عبد الرحمن ثنا شريك عن سعيد بن أبى سعيد عن أبى هريرة قال عطس رجلان الخ (غريبه) (٤) قال في النهاية التشميت بالشين والسين الدعاء بالخير والبركة والمعجمة أعلاهما، يقال شمت فلانا وشمت عليه تشميتاً فهو مشمِّت واشتقاقه من الشوامت وهى القوائم كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى (٥) فيه مشروعية تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى وإلا فلا، فقد جاء ذلك صريحا في حديث أبى موسى يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه وإن لم يحمد الله فلا تشمتوه) رواه مسلم وسيأتى للإمام أحمد في هذا الباب (تخريجه) أورده الهيثمى قال رواه (حم طس) ورجال احمد رجال الصحيح غير ربعى بن غبرايم وهو ثقة مأمون (٦) (سنده) حدّثنا سفيان عن العلاء (يعنى ابن عبد الرحمن) عن ابيه عن أبى هريرة يرفعه الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده حسن، ويؤيده الحديث الأول من أحاديث الباب (٧) (وعنه أيضاً الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه وهو الحديث الثالث من الباب السابق، وإنما ذكرت هذا الطرف منه هنا لقوله (فحق على من سمعه أن يقول يرحمك الله) وفي حديث أبى موسى الآتى بعد هذا (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه) قال ابن دقيق العيد ظاهر الأمر الوجوب ويؤيده قوله في حديث أبى هريرة (فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته) وقد أخذ بظاهره ابن مزين من المالكية، وقال به جمهور أهل الظاهر، وذهب آخرون إلى أنه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، ورجحه أبو الوليد بن رشد وأبو بكر بن العربى وقال به الحنفية وجمهور الحنابلة، وذهب عبد الوهاب وجماعة من المالكية إلى أنه مستحب ويجزئ الواحد عن الجماعة وهو قول الشافعية، والراجح من حيث الدليل القول الثانى والله سبحانه وتعالى أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>