-[ما جاء في تشميت العاطس إذا حمد الله وبيان صيغة الحمد وكلام العلماء في ذلك]-
(عن أبي بردة)(١) قال دخلت على أبى موسى (الأشعرى يعنى والده) في بيت ابنة أم الفضل (٢) فعطست ولم يشمتنى، وعطست فشمتها، فرجعت إلى أمى فأخبرتها، فلما جاءها قالت عطس ابنى عندك فلم تشمته وعطست فشمتها؟ فقال إن ابنك عطس فلم يحمد الله تعالى فلم أشمته وإنها عطست فحمدت الله تعالى فشمتها، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوهن وإن لم يحمد الله عز وجل فلا تشمتوه (٣) فقالت أحسنت أحسنت (باب ما يقول من عطس وما يقول له من حوله وما يقول لهم)(ز)(عن على رضي الله عنه)(٤) قال قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين (٥) وليقل من حوله يرحمك الله (٦) وليقل هو يهديكم الله ويصلح بالكم
(١) (سنده) حدّثنا القاسم بن مالك أبو جعفر ثنا عاصم بن كليب عن أبى بردة الخ (غريبه) (٢) هي أم كلثوم بنت أم الفضل بن عباس امرأة أبى موسى الأشعرى، تزوجها بعد فراق الحسن بن على لها وولدت لأبى موسى ومات عنها فتزوجها بعده عمران بن طلحة ففارقها وماتت بالكوفة ودفنت بظاهرها قاله النووى (٣) فيه أن التشميت إنما يشرع لمن حمد الله، قال ابن العربى وهو مجمع عليه (تخريجه) (م. وغيره) (باب) (٤) (ز) (بسنده) حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا على بن مسهر عن ابن أبى ليلى عن عيسى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن على الخ (قلت) ابن أبى ليلى عن على الخ (قلت) ابن أبى ليلى الأول هو محمد بن عبد الرحمن أخو عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، ومن هذا يتضح أن محمد بن عبد الرحمن روى الحديث عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن (غريبه) (٥) لفظ (الحمد لله رب العالمين) أو الحمد لله على كل حال جاء عند الإمام أحمد أيضاً والنسائى من حديث سالم بن عبيد وسيأتى، وإليه ذهبت طائفة من أهل العلم، وقالت طائفة إنه لا يزيد على الحمد لله كما في حديث أبى هريرة عند البخارى (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله) الحديث، وقالت طائفة يقول الحمد لله رب العالمين، ورد ذلك في حديث لابن مسعود أخرجه البخارى في الأدب المفرد والطبرانى، وورد الجمع بين اللفظين فعنده في الأدب المفرد عن على قال من قال عند عطسه سمعها (الحمد لله رب العالمين على كل حال ما كان) لم يجد وجع الضرب ولا الأذن أبداً وهذا موقوف رجاله ثقات، ومثله لا يقال بالرأى فله حكم الرفع، وقالت عائشة ما زاد من الثناء فيما يتعلق بالحمد كان حسناً: فقد أخرج أبو جعفر الطبرى في التهذيب بسند لا بأس به عن أمس لمة قالت عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يرحمك الله، وعطس آخر فقال الحمد لله رب العالمين حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه، فقال ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة، ونقل ابن بطال عن الطبرانى أن العاطس يتخير بين أن يقول الحمد لله أو يزيد رب العالمين أو على كل حال، والذى يتحرر من الأدلة أن كل ذلك مجزئ لكن ما كان أكثر ثناء كان أفضل بشرط أن يكون مأثوراً (وقال النووى في الأذكار) اتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس أن يقول عقب عطاسه الحمد لله، ولو قال الحمد لله رب العالمين لكان أحسن، فلو قال الحمد لله على كل حال كان أفضل كذا قال، ذكر هذا جميعه الحافظ في الفتح (٦) خبر بمعنى الدعاء (وليقل هو) أي العاطس (يهديكم الله ويصلح بالكم) أي حالكم وهو عام يشمل كل شيء وهو أولى ما فسر به، قال ابن بطال ذهب الجمهور إلى أنه يقول العاطس في جواب المشمت (يهديكم الله ويصلح بالكم) وذهب الكوفيون إلى أنه يقول يغفر الله لنا ولكم وأخرجه