للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[لاستئذان ثلاثا فإن لم يؤذن له فليرجع وقصة عمر مع أبي موسى]-

فلم يؤذن له فليرجع (١) فقال لتجيئن ببينة على الذي تقول وإلا أوجعتك (٢) قال أبو سعيد فأتانا أبو موسى مذعورا أو قال فزعا فقال استشهدكم، فقال أبي بن كعب رضي الله عنه لا يقوم معك إلا أصغر القوم (٣) قال أبو سعيد وكنت أصغرهم فقمت معه وشهدت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ٥٠ استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع (٤) (عن عبيد بن عمير) (٥) أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أستأذن على عمر رضي الله عنه ثلاث مرات فلم يؤذن له، فرجع، فقال ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس (٦) آنفا؟ قالوا بلى، قال فاطلبوه فدعى فقال ما حملك على ما صنعت؟ قال استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت: كنا نؤمر بهذا، فقال لتأتين عليه بالبينة أو لأفعلن، قال فأني مسجدا أو مجلسا للأنصار فقالوا لا يشهد لك إلا أصغرنا: فقام أبو سعيد الخدري فشهد له: فقال عمر رضي الله تعالى عنه خفى هذا علي من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهاني عنه الصفق (٧) بالأسواق ٥١ (عن ثابت البناني) (٨) عن أنس أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال السلام عليكم ورحمة الله: فقال سعد وعليك السلام ورحمة الله: ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم


(١) قال النووي إذا استأذن ثلاثا فلم يؤذن له وظن أنه لم يسمعه ففيه ثلاثة مذاهب، أشهرها أن ينصرف ولا يعيد الاستئذان، والثاني يزيد فيه، والثالث إن كان بلفظ الاستئذان (يعني السلام عليكم أأدخل) لم يعده، وإن كان بغيره إعادة، فمن قال بالأظهر فحجته قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فلم يؤذن له فليرجع، ومن قال بالثاني حمل الحديث على من علم أو ظن أنه سمعه فلم يأذن له والله أعلم (٢) إنما قال ذلك عمر رضي الله عنه لا شكا في صدق أبي موسى ولا ردا لخبر الواحد من الصحابة فإنهم كلهم عدول، ولكن خشى عمر أن يتسارع الناس إلى القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقول عليه بعض المبتدعين أو الكذابين أو المنافقين ونحوهم ما لم يقل: فأراد سد الباب خوفا من غير أبي موسى فإنه كان يجله ويعرف منزلته في الصحابة رضي الله عنهم (٣) قال النووي معناه أن هذا حديث مشهور بيننا معروف لكبارنا وصغارنا حتى أن أصغرنا يحفظه وسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم (٤) جاء في رواية عند مسلم من وجه آخر بعد قول عمر لتأتيني على هذا ببينة وإلا فعلت وفعلت (كما في رواية مسلم) قال فذهب أبو موسى، قال عمر إن وجد بينه تجدونه عند المنبر عشية، وإن لم يجد بينة فلم تجدوه، فلما إن جاء بالعشي وجدوه قال يا أبا موسى ما تقول؟ قد وجدت؟ قال نعم أبي بن كعب، قال عدل، قال يا أبا الطفيل (كنيته أبي) ما يقول هذا؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك يا ابن الخطاب، فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبحان الله إنما سمعت شيئا فاحببت أن أتثبت (تخريجه) (ق د) (٥) (سنده) حدثنا يحيي هو بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير الخ (٦) اسم أبي موسى عبد الله بن قيس وقوله آنفا يعني قريبا (٧) قال الأزهري الصفاق الكثير الأسفار والتصرف في التجارة، وقال عميرة لعلهم كانوا يصفقون أيديهم عند المبايعة فسميت المبايعة بذلك فيكون المراد الهاني التجر في الأسواق، وقال الجوهري والسوق يذكر ويؤنث، وقال غيره وسمى السوق سوقا لقيام الناس غالبا فيه على سوقهم، وقيل بل لأن المبيعات تساق إليها (تخريجه) (م د جه) (٨) (سنده) حدثنا عبد الرزاق إنا معمر عن ثابت البناني عن

<<  <  ج: ص:  >  >>