-[ما فعله سعد عندما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم وتبرك الصحابة بسلامه]-
حتى سلم ثلاثا ورد عليه سعد ثلاثا ولم يسمعه، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم (١) وأتبعه سعد فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي (٣) ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني (٣) ولقد رددت عليك ولم أسمعك أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة (٤) ثم أدخله البيت فقرب له زبيبا فأكل نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ قال أكل طعامكم الأبرار (٥) وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون (عن أبي سعيد الخدري) ٥٢ (٦) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أتى أحد منك حائطا (٧) فأراد أن يأكل فليناد يا صاحب الحائط ثلاثا: فإن أجابه وإلا فليأكل (٨) وإذا مر أحدكم بإبل فأراد أن يشرب من ألبانها فليناد يا صاحب الإبل أو يا راعى الإبل، فإن أجابه وإلا فليشرب: والضيافة ثلاثة أيام (٩) فما زاد فهو صدقة (عن أنس)(١٠) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة رددها ثلاثا (١١) وإذا أتى قوما فسلم ٥٣ عليهم سلم عليهم ثلاثا (١٢)
(أبواب المصافحة والالتزام وتقبيل اليد والقيام للقادم)
(باب ما جاء في المصافحة والالتزام)(عن أنس بن مالك)(١٣) قال قال رجل يا رسول الله ٥٤
أنس الخ (غريبه) (١) إنما رجع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه سلم ثلاثا ولم يؤذن له، وقد قال صلى الله عليه وسلم (من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) كما في الحديث السابق (٢) معناه أفديك بأبي وأمي (٣) أي مسموعة بأذني (٤) أي لأن سلامه صلى الله عليه وسلم كله دعاء وخير وبركة فأحب أن يكثر صلى الله عليه وسلم من السلام ليكثر الخير والبركة (٥) هذه الجملة وما بعدها إلى آخر الحديث تقدم شرحها في باب من دعى إلى طعام فدعا لأصحابه من كتاب الأطعمة في هذا الجزء صحيفة ١٠٣ رقم ١٣٥ (تخريجه) (د نس) وسند صحيح وسكت عنه أبو داود والمنذري (٦) (سنده) حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا حماد يعني ابن سلمة ثنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخ (غريبه) (٧) الحائط هاهنا البستان من النخيل إذا كان عليه حائط وهو الجدار (٨) معناه يحتمل أمرين (أحدهما) أن يكون صاحب الحائط غائبا لم يسمع النداء (والثاني) أن يكون حاضرا ولم يجبه إلى طلبه بخلا منه، فله ي كلا الأمرين أن يأكل ما يكفيه بشرط أن يكون جائعا مضطرا للأكل وإلا فلا، وكذا يقال في شرب اللبن، وإنما جاز له ذلك لأنه بمنزلة الضيف إذا نزل بقوم لم يقروه، وقد جاء عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه، وهو حديث حسن (٩) سيأتي الكلام على الضيافة في بابه من أبواب الضيافة في قسم الترغيب إن شاء الله تعالى (تخريجه) (جه) وسنده جيد ورجاله ثقات (١٠) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه) (١١) زاد في رواية البخاري (ليفهم بمثناة تحتيه مضمومة وبكسر الهاء) وفي رواية له بفتحها أي لتحفظ وتنقل عنه، وذلك إما لأن من الحاضرين من يقصر فهمه عن وعيه فيكرره ليفهم ويرسخ في الذهن، وإما أن يكون المقول فيه بعض أشكال فيظهر بالتكرار دفعه (١٢) قيل هذا في سلام الاستئذان لقوله صلى الله عليه وسلم إذا استأذن أحدكم فليستأذن ثلاثا، أما سلام المار فالمعروف فيه عدم التكرار، ويحتمل أن يراد به سلام المار كما إذا مر على جمع كثير لا يبلغهم سلام واحد فيسلم الثاني والثالث إذا ظن أن الأول لم يحصل به إسماع، قاله الحافظ ابن القيم (تخريجه) (خ مذك) (باب) (١٣) (سنده) حدثنا مروان