للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيكم كتاب الله يتعلمه الأسود والأحمر والأبيض تعلموه قبل أن يأتي زمان يتعلمه ناس ولا يجاوز تراقيهم (١) ويقومونه كما يقوم السهم (٢) فيتعجلون أجره (٣) ولا يتأجلونه (عن عبادة بن الصامت) (٤) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشغل (٥) فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن فدفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا وكان معي في البيت أعشية عشاء أهل البيت فكنت أقرئه القرآن فانصرف انصرافة إلى أهله فرأى أن عليه حقا فأهدى إلي قوسا لم أر أجود منه عودا ولا احسن منه عطفا (٦) فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما ترى يا رسول الله فيها؟ قال جمرة بين كتفيك تقلدتها أو تعلقتها (عن أبي عبد الرحمن) (٧) قال حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (٨) أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه (٩) من العلم والعمل قالوا فعلمنا العلم والعمل


ابن لهيعة ثنا بكر بن سوادة عن وفاء الحضرمي عن سهل بن سعد الحديث (غريبه) (١) التراقي جمع ترقوة بفتح التاء وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان من الجانبين والمعنى أن قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها فكأنها لم تتجاوز حلوقهم وقيل المعنى أنهم لا يعملون بالقرآن ولا يثابون على قراءته فلا يحصل لهم غير القراءة (نه) (٢) يعني الذي يرمي به وهو آلة من آلات الحرب والمراد أنهم يبالغون في تحسينه بتكلف وتعسف لترغيب الناس فيهم وان خرجوا بذلك عن حد التجويد قال ابن الجزري في باب التجويد (مكملا من غير ما تكلف باللفظ في النطق بلا تعسف) (٣) أي يطلبون بقراءة العاجلة من عرض الدنيا والرفعة فيها (وقوله ولا يتأجلونه) أي لا يريدون به الآجلة وهو جزاء الآخرة فمن أراد به الدنيا فهو متعجل وان ترسل في قراءته ومن أراد به الآخرة فهو متأجل وان اسرع في قراءته بعد اعطاء الحروف حقها وهذه معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم وصار القراء لا يتعلمون القرآن إلا لأجل غرض الدنيا والتعيش به فلا حول ولا قوة إلا بالله (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث سهل بن سعد وفي اسناده ابن لهيعة تكلم فيه بعضهم وحسن حديثه الحافظ الهيثمي إذا صرح بالتحديث وقد صرح به في هذا الحديث وله شاهد من حديث جابر عند أبي داود والامام احمد وسيأتي في الباب التالي (٤) (سنده) حدثنا ابو المغيرة حدثنا بشر بن عبد الله يعني ابن يسار السلمي قال حدثني عبادة بن نسي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت الخ (غريبه) (٥) أي يشغل في مصالح المسلمين (٦) أي ميلا والتواءا (تخريجه) (د جه ك) وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي وفيه عدم جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وللعلماء خلاف في ذلك انظر صحيفة ١٢٥ في الجزء الخامس عشر (٧) (سنده) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن الحديث (غريبه) (٨) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما صرح بذلك في رواية الحاكم (٩) يشير إلى العشر الأولى (وقوله من العلم والعمل) أي من العلم بأحكامها ومعناها والعمل بمقتضاها (تخريجه) (ك) وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي

<<  <  ج: ص:  >  >>