فأكمله (١) عمل بما فيه ألبس والداه (٢) يوم القيامة تاجا هو أحسن من ضوء الشمس (٣) في بيوت من بيوت الدنيا لو كانت فيه (٤) فما ظنكم بالذي عمل به (عن تميم الداري)(٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بمائة آية (٦) في ليلة كتب له قنوت ليلة (٧)(عن السائب بن يزيد)(٨) أن شريحا الحضرمي رضي الله عنه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك رجل لا يتوسد (٩) القرآن (عن أبي هريرة)(١٠) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويندارسونه (١١) بينهم إلا نزلت
ابن عبد الله رضي الله عنهما مرفوعا من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة وحسنه ابن السني وصححه الحاكم وخص النخل لكثرة منافعه وطيب ثمره وهذه النخلة لمن قالها مرة واحدة فإن قالها أكثر فله بكل مرة نخلة والحكمة في هذا الغرس والله أعلم انه يرى ثمرة عمله فيسر به ويفرح ويتمتع بهذا المنظر الجميل (١) يحتمل أن يكون معناه من حفظه كله أو المراد من قرأه كله ولو لم يحفظه وفي الحالتين عمل بما فيه من الأحكام والأوامر والنواهي البس والداه تاجا الخ (٢) جاء في الأصل (ألبس والديه) بدون ذكر الفاعل فهو اما ان يكون سقط من الناسخ أو تحريف منه وجاء في الأصول الأخرى بالبناء للمفعول وهو الظاهر ولذا أثبته هنا والله اعلم (٣) يعني ضوءه أحسن من ضوء الشمس كما صرح بذلك في رواية أبي داود (٤) أي لو كانت الشمس فيه وإنما جوزى والداه بهذا الجزاء الحسن لأنها السبب في وجوده وإذا كان هذا جزاء المتسبب فقط فما ظنكم بالذي عمل به أي بالقرآن لابد أن يكون جزاؤه أفضل والله أعلم (تخريجه) أخرج الشق الأول منه الخاص بالذكر (مذ نس ك) وابن السني في اليوم والليلة وحسنه وصححه الحاكم وأخرج الشق الثاني منه الخاص بالقراءة (د ك) وقال الحاكم صحيح الاسناد (٥) (سنده) قال عبد الله بن الامام احمد حدثني أبي أملاءا علينا من النوادر قال كتب إلي أبو توبة الربيع بن نافع قال ثنا الهيثم بن حميد عن زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير بن موسى عن كثير بن مرة عن تميم الداري الحديث (غريبه) (٦) معناه من قرأ مائة آية قال الأندلسي في شرح المفصل قرأت السورة وقرأت بالسورة من باب حذف الجار وايصال الفعل ومثله وسميته محمدا وبمحمد وقيل الباء زائدة والفعل من قسم المتعدي (٧) أي عبادتها والله أعلم (تخريجه) (نس) قال الحافظ العراقي اسناده صحيح (٨) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا ابن مبارك عن يونس عن الزهري عن السائب بن يزيد الحديث (غريبه) (٩) قال صاحب النهاية يحتمل أن يكون مدحا وذما فالمدح معناه أنه لا ينام الليل عن القرآن ولم يتهجد به فيكون القرآن متوسدا معه بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها والذم معناه لا يحفظ من القرآن شيئا ولايديم قراءته فإذا نام لم يتوسد معه القرآن وأراد بالتوسد النوم (ومن الأول) الحديث لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته (والحديث الآخر) من قرأ ثلاث آيات في ليلة لم يكن متوسدا للقرآن (ومن الثاني) حديث أبي الدرداء قال له رجل اني أريد أن أطلب العلم وأخشى أن اضيعه فقال لأن تتوسد العلم خير لك من أن تتوسد الجهل اهـ (تخريجه) (نس طب) والبغوي وابن منده وغيرهم وصححه الحافظ في الاصابة (١٠) هذا طرف من حديث سيأتي بتمامه وسنده في الترغيب في اعانة المسلم وتفريج كربه من كتاب الترغيب (غريبه) (١١) أي يشتركون