عليهم السكينة (١) وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده (٢) ومن أبطأ به عمله لم يسرع (٣) به نسبه (عن أنس بن مالك)(٤) أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة (٥) طعمها طيب وريحها طيب (٦) ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب (٧) ولا ريح لها ومثل الفاجر (٨) الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة (٩) مر طعمها وريحها طيب ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة (١٠) مر طعمها ولا ريح لها (١١)(عن عبد الله بن بريدة عن أبيه)(١٢) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يجيء بالقرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب (١٣) فيقول لصاحبه أنا الذي اسهرت ليلك (١٤) واظمأت هو أجرك (١٥)
في قراءة بعضهم على بعض وكثرة درسه ويتعهدونه خوف النسيان وأصل الدراسة التعهد وتدارس وتفاعل للمشاركة (١) فعيلة من السكون للمبالغة والمراد هنا الوقار أو الرحمة والطمأنينة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (٢) أي من كرم الملائكة والعندية عندية شرف ومكانة لا عندية مكان لاستحالتها (٣) معناه من أخره عمله السيء وتفريطه في العمل الصالح لم ينفعه في الآخرة شرف نسبه (تخريجه) (م د وغيرهما) وفيه فضل الاجتماع على تلاوة القرآن حتى في المسجد مالم يشوش على المصلين (٤) (سنده) حدثنا روح ثنا سعيد عن قتادة قال ثنا أنس بن مالك أن أبا موسى الأشعري الخ (غريبه) (٥) بضم الهمزة والراء وتشديد الجيم مفتوحة وقد تخفف (٦) خص الإيمان بالطعم والقرآن بالريح لأن الإيمان الزم للمؤمن من القرآن لأمكان حصول الايمان بدون القراءة والطعم الزم للجوهر من الريح فقد يذهب ريحه ويبقى طعمه وخص الأترجة بالمثل لأن يداوى بقشرها ويستخرج من جلدها دهن ومنافع أما لحمها فلذيذ ومذاقها طيب النكهة تدبغ المعدة وتقوي الهضم وهي أفضل ثمار العرب (٧) أي من حيث أنه مؤمن ذو ايمان (ولا ريح لها) أي من حيث أنه مؤمن غير تال في الحديث الذي لا يكون فيه تاليا وان كان ممن حفظ القرآن ذكره ابن العربي (٨) أي المنافق كما صرح بذلك في رواية فذكر المنافق بدل الفاجر في الموضعين (٩) يعني ريحها طيب لأن القرآن طيب وليس إلا أنفاس التالي والقارئ في وقت قراءته وطعمها مر لأن النفاق كفر الباطن والحلاوة هي للايمان فشبهه بالريح لكونه لم ينتفع ببركة القرآن ولم يفز بحلاوة أجر فلم يجاوز الطيب موضع الصوت وهو الحلق ولا اتصل بالقلب (١٠) الحنظلة معروفة وتسمى في بعض البلاد بطيخ أبي جهل (١١) أي لأنه لا إيمان عنده ولا قراءة فهو كالحنظلة مر طعمها ولا ريح لها (تخريجه) (ق طل والأربعة) (١٢) (سنده) حدثنا وكيع ثنا بشير بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الأسلمي) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (١٣) قال الحافظ السيوطي هو المتغير اللون والجسم لعارض من العوارض كمرض او سفر أو نحوهما وكأنه يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا الذي أتعب نفسه بالسهر في الليل يقرأ القرآن ويقوم به ويصوم في النهار أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة (١٤) أي بطول القيام (١٥) رواية الحاكم وابن ماجه (وأظمأت نهارك) أي من كثرة القراءة والصيام بالنهار