رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ ألف آية في سبيل الله (١) تبارك وتعالى كتب يوم القيامة مع النبيين والصديقين (٢) والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إن شاء الله تعالى (باب ما جاء في الجهر بقراءة القرآن والتغني به وحسن الصوت)(عن أبي هريرة)(٣) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أذن الله لشيء (٤) ما أذن لنبي (٥) أن يتغنى بالقرآن (٦)(زاد في رواية) فيما يجهر به (عن سعد بن أبي وقاص)(٧) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا (٨) من لم يتغن بالقرآن (٩) قال وكيع (أحد الرواة) يعني يستغني به (عن عقبة بن عامر)(١٠) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(١) معناه ابتغاء مرضاة الله تعالى لا يقصد إلا ذلك فخرج من يقرأ القرآن بأجرة أو بقصد أو بقصد الشهرة أو نحو ذلك (٢) هم أفاضل اصحاب الأنبياء لمبالغتهم في الصدق والتصديق (وحسن أولئك رفيقا) أي رفقاء في الجنة بأن يستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم وان كان مقرهم في الدرجات العالية بالنسبة إلى غيرهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف (باب) (٣) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٤) ما الأولى نافية والثانية مصدرية أي ما استمع لشيء كاستماعه لنبي وفي شراح البخاري أذن يأذن كعلم يعلم مشترك بين الاطلاق والاستماع فإن أردت الاطلاق فالمصدر اذن بكسر وسكون فإن أردت الاستماع فالمصدر اذن بفتحتين والمراد بالاستماع هنا اجزال مثوبة القارئ لتنزهه تعالى عن السمع بالحاسة (٥) أي لصوت نبي من الأنبياء (قال المناوي) يعني ما رضى الله من المسموعات شيئا هو أرضى عنده ولا أحب إليه من قول نبي يتغنى بالقرآن أي يجهر به ويحسن صوته بالقراءة بخشوع وترقيق وتحزن وأراد بالقرآن ما يقره من الكتب المنزلة من كلامه (٦) قال النووي معناه عند الشافعي وأصحابه وأكثر العلماء من الطوائف وأصحاب الفنون يحسن صوته به وعند سفيان ابن عتيبة يستغنى به قيل يستغنى به عن الناس وقيل عن غيره من الأحاديث والكتب قال القاضي عياض القولان منقولان عن ابن عيينة قال يقال تغنيت وتغانيت بمعنى استغنيت (وقال الشافعي) وموافقوه معناه تحزين القراءة وترقيقها واستدلوا بالحديث الآخر (زينوا القرآن بأصواتكم) (قلت) سيأتي من حديث البراء آخر الباب قال الهروي معنى يتغنى به يجهر به وأنكر أبو جعفر الطبري تفسير من قال يستغني به وخطأه من حديث اللغة والمعنى والخلاف جار في الحديث الآخر (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) (قلت سيأتي بعد هذا) قال والصحيح أنه في تحسين الصوت ويؤيده الرواية الأخرى فيتغنى بالقرآن يجهر به (قلت وهي الرواية الثانية من حديث الباب) والله أعلم (تخريجه) (ق د نس) (٧) (سنده) حدثنا وكيع حدثنا سعيد بن حسان المخزومي عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص الخ (غريبه) (٨) أي ليس على طريقتنا (٩) أي يجهر به ويحسن صوته بالقراءة بخشوع وترقيق كما مر في الحديث السابق وهذا هو القول الراجح وفسره وكيع بقوله يستغنى به وهو كقول سفيان بن عيينة وقد علمت ما فيه من شرح الحديث السابق والله أعلم (تخريجه) (د جه حب ك) وسنده صحيح (١٠) (سنده) حدثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن مجير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عقبة بن عامر الخ (قلت) وفي آخر الحديث قال أبو عبد الرحمن