فقرأت ثم جالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ بن حضير قال فانصرفت وكان يحيى قريبا منها فخشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الملائكة كانت تسمع لك (١) ولو قرأت لأصبحت يراها الناس لاتستتر منهم (٢)(باب فضل القراءة على قراءة عبد الله بن مسعود وذكر من حفظ القرآن كله من الصحابة)(عن عبد الله)(٣) أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يقرأ القرآن غضا (٤) كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد (٥)(عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه)(٦) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (٧) قال غضا أو رطبا (٨)(عن أبي هريرة)(٩) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غريضا (١٠) كذا قال كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
ما حصل وكذا يقال في كل مرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضير وقوله في المرة الثالثة (قال فانصرفت) يعني عن القراءة لأنه خشى على ابنه أن تطأ الفرس (١) جاء عند البخاري بلفظ (تلك الملائكة دنت لصوتك) وكان أسيد حسن الصوت وفي رواية يحيى بن أيوب عن يزيد بن الهاد عند الاسماعيلي (اقرأ أسيد فقد أوتيت من مزامير آل داود) ففيه اشارة إلى الباعث على استماع الملائكة لقراءته (٢) يشير بذلك إلى أن الملائكة لاستغراقهم في الاستماع كانوا يستمرون على عدم الاختفاء الذي هو من شأنهم حتى يراهم الناس لو استمريت في قرائتك (تخريجه) (ق نس) قال النووي وفي هذا الحديث جواز رؤية آحاد الأمة الملائكة (قلت يعني الصالحين منهم) وفيه فضيلة القراءة وانها سبب نزول الرحمة وحضور الملائكة يعني اذا كانت بتدبر وخشوع وفيه فضيلة استماع القرآن اهـ (قلت) وفيه منقبة عظيمة لأسيد بن حضير رضي الله عنه (باب) (٣) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله (يعني ابن مسعود) ان ابا بكر وعمر الخ (غريبه) (٤) الغض الطرى الذي لم يتغير أراد طريقه في القراءة وهيأته فيها وقيل بالآيات التي سمعها منه من أول سورة النساء إلى قوله (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) (نه) (٥) ابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود الصحابي كان من السابقين في الاسلام رضي الله عنه (تخريجه) (بز طب عل حب ك) وصححه الحاكم واقره الذهبي وهو من مسند أبي بكر رضي الله عنه (٦) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر ويزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عمر بن الخطاب الخ (غريبه) (٧) هكذا في الأصل وليس من اختصاري (٨) أو للشك من الراوي ومعنى رطبا أو لينا لاشدة في صوت قارئه (نه) (تخريجه) (مذ نس خز) وسنده صحيح وهو من مسند عمر ولكنه جاء في الأصل في مسند أبي بكر استطرادا لأنه في معنى الذي قبله (٩) (سنده) حدثنا وكيع عن جرير بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (١٠) اي طريا وانما قال الراوي (كذا قال) لأن لفظ غريضا يخالف المشهور وهو غضا (قال في النهاية) وفي حديث الغيبة فقاءت لحما غريضا أي طريا ومنه حديث عمر فيؤتي بالخبز لينا وباللحم غريضا اهـ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث أبي هريرة وفي اسناده جرير بن أيوب ضعيف وفيه كلام كثير وحديثه