(سورة الطلاق)(باب يا أيها النبي إذا طلقتم النساء الخ)(عن ابن عمر)(١) قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قُبُلِ عدتهن)(٢)(باب ومن يتق الله يجعل له مخرجا الخ)(عن أبي ذر)(٣) قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوا هذه الآية (ومن يتفق الله يجعل له مخرجا)(٤) حتى فرغ من الآية: ثم قال يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها
روي أن عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول قال لأبيه والذي لا إله إلا هو لا تدخل المدينة حتى تقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأعز وأنا الأذل، فقاله، على أنه لم يلبث إلا أيامًا يسيرة بعد رجوعه إلى المدينة حتى مات (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) فعزة الله قهره من دونه وعزة رسوله إظهار دينه على الأديان كلها، وعزة المؤمنين نصر الله إياهم على أعدائهم (ولكن المنافقين لا يعلمون) ذلك ولو علموا ما قالوا هذه المقالة (تخريجه) (مذ نس ك) وصححه الترمذي والحاكم وأقره الذهبي ورواه الشيخان أيضًا بألفاظ مختلفة (باب) (١) (عن ابن عمر الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فيما جاء في سورة الطلاق صحيفة ٤٤ رقم ١٠٨ من هذا الجزء في باب ما جاء من القراءات مفصلًا واختلاف الصحابة فيه، وإنما ذكرته هنا لأجل تفسير ما جاء فيه من كلام الله عز وجل (٢) (التفسير) قال الإمام البغوي رحمه الله في قوله عز وجل (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) نادى النبي صلى الله عليه وسلم ثم خاطب أمته لأنه السيد المقدم فخاطب الجميع معه، وقيل مجازه يا أيها النبي قل لأمتك إذا طلقتم النساء أي إذا أردتم تطليقهن كقوله عز وجل "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله" أي إذا أردت القراءة (فطلقوهن لعدتهن) أي لطهرهن الذي يحصينه من عدتهن، وكان ابن عباس وابن عمر يقرآن (فطلقوهن في قبل عدتهن) فنزلت هذه الآية في عبد الله بن عمر كان قد طلق امرأته في حال الحيض اهـ (قلت) قصة عبد الله بن عمر وطراقه امرأته في حال الحيض تقدمت في باب النهي عن الطلاق في الحيض الخ من كتاب الطلاق في الجزء السابع عشر صحيفة أربعة: وتقدم الكلام عليه ومذاهب الأئمة فيه فأرجع إليه إن شئت والله الموفق (باب) (٣) (سنده) حدثنا يزيد أنا كهمس بن الحسن ثنا أبو السليل عن أبي ذر الخ: وهذا صدر حديث طويل سيأتي بطوله وشرحه وتخريجه في كتاب الخلافة والإمارة وإنما ذكرت هذا الجزء منه هنا لمناسبة الآية وتفسيرها (٤) (التفسير) (ومن يتق الله يجعل له مخرجًا) قال البغوي أكثر المفسرين قالوا نزلت في عوف بن مالك الأشجعي أسر المشركون ابنًا له يسمى مالكًا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أسر العد وابني وشكا إليه أيضًا القافلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله واصبر وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله: ففعل الرجل ذلك فبينا هو في بيته إذا أتاه ابنه وقد غفل عنه العدو فأصاب إبلًا وجاء بها إلى أبيه (وروى الكلبي) عن أبي صالح عن ابن عباس قال فغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة فنزلت ٠ ومن يتق الله يجعل له مخرجًا) في دينه (ويرزقه من حيث لا يحتسب) ما ساق من غنم، وفي تفسير القرطبي عن ابن عباس قال (يجعل له مخرجًا) ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة، وقيل المخرج أن يقنعه الله بما رزقه، قال عليّ بن صالح وقال الكلبي (ومن يتق الله) بالصبر عند المصيبة (يجعل له مخرجًا) من النار إلى الجنة وقيل غير ذلك (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أي يثق بالله فيما نابه كفاه ما أهمه، وجاء