-[قوله عز وجل (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) وسبب نزولها]-
لكفتهم (١) قال فجعل يتلو بها ويرددها على حتى نعست (سورة التحريم)(باب يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لمك)(عن عبيد الله بن عمير)(٢) قال سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلًا فتواصيت (٣) أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتفل أني أجد منك ريح مغافير: أكلت مغافير؟ (٤) فدخل على إحداهما (٥) فقالت ذلك له (٦) فقال بل شربت عسلًا عند زينب بنت جحش وأن أعود له (٧) فنزلت (لم تحرم ما أحل الله لك، إن تتوبا)(٨) لعائشة وحفصة (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه (٩)
في الحديث الصحيح عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير: تغدوا خماصًا وتروح بطانًا (حم مذ حب ك) (إن الله بالغ أمره) قرأ طلحة بن مصرف وحفص عن عاصم بالغ أمره بالإضافة، وقرأ الآخرون بالغ بالتنوين أمره بالنصب أي منفذ أمره ممض في خلقه قضاءه (قد جعل الله لكل شيء قدرًا) أي جعل الله لكل شيء من الشدة والرخاء أجلًا يلتهي إليه قال مسروق في هذه الآية (إن الله بالغ أمره) توكل عليه أو لم يتوكل: غير أن المتوكل عليه يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا (١) أي لكفتهم ما أهمهم من أمر دنياهم وآخرتهم، وروى ابن أبي حاتم بسنده عن ابن مسعود قال أن أجمع آية في القرآن "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" وإن أكبر آية في القرآن فرجًا "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ومن كل عسرًا يسرا وارزقنا من حيث لا نحتسب (باب) (٢) (سنده) حدثنا حجاج قال قال ابن جريج زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يخبر قال سمعت عائشة الخ (قلت) حجاج هو ابن محمد الأعور وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز: وعطاء هو ابن أبي رباح (غريبه) (٣) بالصاد المهملة وكذا في رواية للبخاري أيضًا: وجاء عند مسلم فتواطيت بالطاء بدل الصاد وأصله فتواطأت أي اتفقت (أن أيتنا) أي أيُّ زوجة منا ما دخل عليها وما زائدة وحذفت في بعض روايات البخاري (٤) استفهام محذوف الأداة، ومغانير بفتح الميم والمعجمة وبعد الألف فاء جمع منفور بضم الميم، وليس في كلامهم مفعول بالضم إلا قليلًا: والمغفور صمغ حلو. له رائحة كريهة ينضحه شجر يسمى العرُفط بعين مهملة وفاء مضمومتين بينهما راء ساكنة آخره طاء مهملة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح يعني الريح الخبيثة، ولهذا قلن له أكلت بغافير لأن ريحها فيه شيء (٥) قال الحافظ لم أقف على تعيينها وأظنها حفصة (٦) يعني القول الذي تواصيا عليه أكلت مغافير (٧) أي لن أعود لشر به، زاد في رواية عند البخاري وقد حلفت: لاتخبري بذلك أحدًا (٨) جاء عند البخاري فنزلت (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) إلى أن تنوبا إلى الله (أي) لعائشة وحفصة يريد أن الخطاب لعائشة وحفصة لأنهما اللتان تواطأتا وتظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم (٩) جاء عند البخاري ومسلم وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثًا لقوله (بل شربت عسلًا) قال الحافظ هذا القدر أي وإذا أسر النبي إلى آخره بقية الحديث وكنت أظنه من ترجمة البخاري حتى وجدته مذكورًا في آخر الحديث عند مسلم، قال وكأن المغني وأما المراد بقوله تعالى وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثًا فهو لأجل قوله بل شربت عسلًا اهـ (قلت) وهذا ظاهر في أن الآية نزلت في سبب شرب العسل عند زينب بنت جحش لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الباب بل شربت عسلًا