-[هل طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة أم لا؟ وفضل سورة الملك: وما جاء في العُتُ الزنيم]-
المؤمنين فقالت يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن (١) فكففت فأنزل الله عز وجل (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن مسلمات مؤمنات قانتات) الآية (٢)(سورة الملك)(باب ما جاء في فضلها)(عن أبي هريرة)(٣) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أن سورة من القرآن ثلاثون آية (٤) شفعت لرجل حتى غفر له وهي (تبارك (٥) الذي بيده الملك) (سورة ن)(باب ما جاء في العُتُل الزنيم) عن عبد الرحمن بن غَنْم) (٦) قال سئل
صلى الله عليه وسلم والنزول على هواه ورضاه خيرًا منهن (١) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره هذه ال مرأة التي ردته عما كان فيه من وعظ النساء هي أم سلمة كما ثبت ذلك في صحيح البخاري اهـ (٢) تقدم تفسيرها في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب، وليس في الآية ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يطلق حفصة لأن تعليق طلاق الكل لا ينافي تطليق واحدة بل قيل أنه طلقها لقول عمر لها لو كان في آل الخطاب خير لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك، فأمره جبريل بمراجعتها وشفع فيها واعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا وقعد في مشربة مارية أم إبراهيم حتى نزلت آية التحريم على ما تقدم، وقيل لم يطلقها بل همّ بطلاقها حتى قال له جبريل لا تطلقها فإنها صوامة قوامة وإنها من نسائك في الجنة فلم يطلقها (تخريجه) (ق وغيرها) (باب) (٣) (سنده) حدثنا محمد يعني ابن جعفر ثنا شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٤) خبر مبتدأ محذوف أي هي ثلاثون والجملة صفة لاسم إن (وقوله شفعت) بالتخفيف خبر إن وقيل خبر إن هو ثلاثون وقوله (شفعت) خبر ثان، وهو يحتمل أن يكون بمعنى المضي في الخبر يعني كان رجل يقرؤها ويعظم قدرها فلما مات شفعت له حتى دفع عنه عذابه، ويحتمل أن يكون بمعنى المستقبل أي تشفع لمن يقرؤها في القبر أو يوم القيامة، وقد استدل بهذا الحديث من قال البسملة ليست من السور وآية تامة منها، لأن كونها ثلاثين آية إنما يصح على تقدير كونها آية تامة منها والحال أنها ثلاثون من غير كونها آية تامة منها؛ فهي إما ليست بآية منها لمذهب أبي حنيفة ومالك والأكثرين وإما ليست بآية تامة بل هي جزء من الآية الأولى كرواية في مذهب الشافعي (٥) يعني سورة (تبارك) أي تعالى عن كل النقائص (الذي بيده) بقبضته وتصرفه (الملك) السلطان والقدرة والتصرف في كل الأمور (تخريجه) (مذ ك حب) وابن عدي، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وقد ورد في فضل هذه السورة أحاديث كثيرة صالحة للاحتجاج (منها) ما رواه الحافظ في أماليه عن عكرمة قال لرجل ألا أطرفك بحديث تفرح به اقرأ تبارك الذي بيده الملك احفظها وعلمها لأهلك وولدك وجيران بيتك فإنها المنجية والمجادلة تجادل وتخاصم يوم القيامة عند ربها وتطلب إليه أن ينجيه من النار إذا كانت في جوفه وينجي الله بها صاحبها عذاب القبر (قال ابن عباس) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي قال الحافظ حسن غريب وظاهر سياقه وقفه لكن آخره يشعر برفعه والله أعلم (باب) (٦) (سنده) حدثنا وكيع حدثنا عبد الرحمن عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم الخ (غريبه) فسر النبي صلى الله عليه وسلم (العهتل) بقوله هو شديد الخلق بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام أي العظيم الجسم (الصحيح) اي الذي صح في الأمراض والعاهات (الأكول الشروب) أي الذي عنده شراهة في الأكل والشرب (الواجد للطعام والشراب) معناه الغني بماله غير محتاج لغيره (الظلوم