-[تفسير قوله تعالى (تعرق الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)]-
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العُتُل الزنيم (١) فقال هو الشديد الخلق المصحح الأكول الشروب الواجد للطعام والشراب الظلوم للناس رحب الجوف (سورة المعارج)(باب تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) الآية (عن أبي سعيد الخدري)(٢) قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا (٣)(كان مقداره خمسين ألف سنة)(٤) ما أطول هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده أنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة
للناس) الشديد الخصومة في الباطل (رحب الجوف) أي عظيم البطن، هذه الصفات كلها ترجع إلى معنى العتل (١) (أما الزنيم) فهو الدعيّ النسب الملحق بالقوم ولبس منهم، تشبيهًا له بالزنمة وهو شيء يقطع من أذن الشاة ويترك معلقًا بها، وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية (يعني التي أولها ولا تطع كل حلاف مهين، إلى قوله: أساطير الأولين) نعت فلم يعرف حتى قيل زنيم فعرف، وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها، وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها، رواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي، قال ابن قتيبة لا نعلم أن الله وصف أحدًا ولا ذكر من عيوبه ما ذكر من عيوب الوليد بن المغيرة فألحق به عارًا لا يفارقه في الدنيا والآخرة اهـ (قلت) وبهذا تعرف أن المقصود بهذه الصفات في هذه الآية التي أولها (ولا تطع كل حلاف مهين) الخ هو الوليد بن المغيرة (وإليك تفسيرها) قال تعالى (ولا تطع كل حلاف) كثير الحلف بالباطل، قال مقاتل يعني الوليد بن المغيرة، وقيل الأسود بن عبد يغوث، وقال عطاء الأخنس بن شريف والأول أرجح (مهين) ضعيف حقير، قيل هو فعيل من المهانة وهي قلة الرأي والتمييز، وقال ابن عباس كذاب وهو قريب من الأول، لأن الإنسان إنما يكذب لمهانة نفسه عليه (عمار) مغتاب يأكل لحوم الناس بالطعن والغيبة (مشاء بنميم) XXX يسعى بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم (مناع للخير) بخيل بالمال قال ابن عباس (مناع للخير) أي للإسلام يمنع ولده الحق (أثيم) فاجر (عتل) تقدم معناه (بعد ذلك) قال عطاء عن ابن عباس يريد مع هذا هو دعيُّ في قريش وليس منهم، قال مرة الهمداني إنما ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة (زنيم) تقدم الكلام عليه والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه شهر (يعني ابن حوشب) وثقه جماعة وفيه ضعف وعبد الرحمن بن غنم ليس له صحبة اهـ (قلت) يعني أن الحديث مرسل (باب) (٢) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (٣) هكذا بالأصل (يومًا) والظاهر أنه مفعول لفعل محذوف تقديره ذكر الله عز وجل يومًا الخ (٤) أول الآية (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) (التفسير) (تعرج الملائكة) أي تصمد في المعارج، أي الدرجات التي جعلها الله: وقرأ ابن مسعود وأصحابه والتُّسلمي والكسائي يعرج بالياء على إرادة الجمع ولقوله، ذكروا الملائكة ولا تؤنثوهم وقرأ الباقون بالتاء على إرادة الجماعة (والروح) هو جبريل عليه السلام قاله ابن عباس، دليله قوله تعالى: نزل به الروح الأمين: وقال قبيصة بن ذؤيب إنه روح الميت حين يقبض (إليه) أي إلى المكان الذي هو محلهم وهو في السماء لأنها محل بره وكرامته، وقيل هو كقول إبراهيم (إني ذاهب إلى ربي) أي إلى الموضع الذي أمرني به وقيل (إليه) أي إلى عرشه (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)