-[تفسير قوله تعالى (فإذا نقر في الناقور) وكلام العلماء في ذلك]-
(باب ولا تمنن تستكثر)(عن القاسم بن أبي بزة)(١) في قوله تبارك وتعالى (ولا تمنن تستكثر)(٢) قال لا تعط شيئًا تطلب أكثر منه (باب فإذا نقر في الناقور) الآية (عن ابن عباس)(٣) في قوله تعالى (فغذا نقر في الناقور)(٤) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكفار عن نفسك بالدثار قم فاشتغل بالإنذار وإن آذاك الفجار (وربك فكبر) وا ختص ربك بالتكبير وهو التعظيم أي لا يكبر في عينك غيره وقل عندما يعروك من غير الله أكبر، وروى أنه لما نزل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر فكبرت خديجة وفرحت وأيقنت أنه الوحي، وقد يحمل على تبكير الصلاة ودخلت الفاء بمعنى الشرط كأنه قيل ومهما كان فلا تدع تكبيره (وثيابك فطهر) بالماء عن النجاسة لأن الصلاة لا تصح إلا بها، وقال ابن سيرين وابن زيد أمر بتطهير الثياب من النجاسات التي لا تجوز الصلاة معها وذلك أن المشركين كانوا لا يتطهرون ولا يطهرون ثيابهم، ويحتمل أن يكون المراد تقصير الثياب مخالفة للعرب في تطويلهم الثياب إذا وصفوه بالبقاء من المعايب، وفلان دنس الثياب للغادر، ولأن من طهر باطنه يطهر ظاهره (والرجز فاهجر) قرأ أبو جعفر وحفص عن عاصم ويعقوب الرجز بضم الراء وقرأ لآخرون بكسرها ومعناهما واحد قال مجاهد وعكرمة وقتادة والزهري وابن زيد وأبو سلمة المراد بالرجز الأوثان، قال فاهجرها ولا تقربها، وقال الكلبي يعني العذاب ومجاز الآية اهجر ما أوجب لك العذاب من الأعمال والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا داود بن عمر ثنا نافع عن ابن عمر الجمحي عن القاسم بن أبي بزة الخ (غريبه) (٢) بالرفع وهو منصوب المحل على الحال وقرأ الحسيني تستكثر بالسكون جوابًا للنهي (التفسير) (ولا تمنن تستكثر) فسره الراوي بقوله لا تعط شيئًا تطلب أكثر منه، وبه قال ابن عباس وعكرمة وقتادة قال الضحاك هذا حرمه الله على رسوله لأنه مأمور بأشرف الآداب وأجل الأخلاق وإباحة لأمته، وقال الحسن لا تمنن على الله بعلمك فتسكثره، وعن مجاهد والربيع لا تعظم عملك في عينيك أن تستكثر من الخير فإنه مما أنعم الله عليك، وقيل غير ذلك وهذه الأقوال وإن كانت مرادة فأظهرها تفسير الراوي ومن وافقه، وهو قول أكثر المفسرين لا تعط لتأخذ أكثر مما أعطيت، ويقال للعطية المنة فكأنه أمر بأن تكون عطاياه لله لا لارتقاب ثواب من الخلق عليها (ولربك فاصبر) أي على طاعة الله وأوامره ونواهيه لأجل ثواب الله، وقال ابن زيد معناه حملت أمرًا عظيمًا فيه محاربة العرب والعجم فاصبر عليه لله عز وجل نسأله تعالى أن يجعلنا من الصابرين الموفقين (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن أحمد ورواه الطبراني عن ابن عباس قال لا تعط الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه ورجال المسند رجال الصحيح، وفي إسناده الطبراني عطية العوفي وهو ضعيف اهـ (قلت) قول الحافظ الهيثمي رواه عبد الله بن أحمد يشعر بأنه من زوائد عبد الله على مسند أبيه وليس كذلك فإنه من مسند الإمام أحمد لا من الزوائد فقد رواه عبد الله عن أبيه (باب) (٣) (سنده) حدثنا اسباط حدثنا مطرف عن عطية عن ابن عباس الخ (٤) (التفسير) قوله تعالى (فإذا نقر في الناقور) أي نفخ في الصور، قال ابن عباس ومجاهد والشعب وزيد بن أسلم والحسن وقتادة والضحاك والربيع بن أنس والسدي وابن زيد (الناقور) الصور قال مجاهد وغيره هو كهيئة البوق ويعني به النفخة الثانية وقيل الأولى لأنها أول الشدة الهائلة وقال البغوي هو