كيف أنعم (١) وصاحب القرن (٢) قد التقم القرن وحتى جبهته يسمع متى يؤمر فينفخ، فقال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكيف نقول؟ قال قولوا حسبنا الله (٣) ونعم الوكيل على الله توكلنا (٤)(باب هو أهل التقوى وأهل المغفرة)(عن أنس بن مالك)(٥) قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (هو أهل التقوى (٦) وأهل المغفرة) وقال قال ربكم أنا أهلٌ أن أتقى (٧) فلا يُجعل معي إله (٨) فمن اتقى أن يجعل معي إله كان أهلًا أن أغفر له
القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل يعني النفخة الثانية (فذلك) إشارة إلى وقت النقر أي النفخ في الصور وهو مبتدأ (ويومئذ) يعني يوم القيامة مرفوع المحل بدل من ذلك (يوم عسير) خبر، كأنه قيل فيوم النقر يوم عسير أي شديد (على الكافرين غير يسير) وأكد بقوله غير يسير ليؤذن بأنه يسير على المؤمنين أو عسير على الكافرين لا يرجى أن يرجع يسيرًا كما يرجى تيسير العسير من أمور الدنيا (١) بفتح العين المهملة أي كيف أتنعم من النعمة بالفتح ويه المسرة والفرح والترفة (٢) هو إسرافيل عليه السلام أحد الملائكة الأربعة المقربين، والقرن هو الصور قال تعالى (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) قال القرطبي ول اصور قرن من نور ينفخ فيه النفخة الأولى للفناء والثانية للإنشاء وليس جمع صورة كما زعم بعضهم أي ينفخ في صور الموتى على ما نبينه روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو (قلت والإمام أحمد وسيأتي في باب أحاديث جامعة لقصة الدجال من كتاب الفتن وعلامات الساعة) قال يوم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتًا ورفع ليتًا (بكسر اللام وفتح التاء منونًا، والليت صفحة العنق: وأصغى أي أمال وهماليتان، والمعنى يسمعه أحد إلا أمال إحدى صفحتي عنقه، وإذا مالت إحداهما ارتفعت الأخرى وهو كناية عن الصعق) قال وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله (اي يطينه ويصلحه) قال فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله أو قال ينزل الله مطرًا كأنه الظل فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، وذكر الحديث وكذا في التنزيل (ثم نفخ فيه أخرى) ولم يقل فيها فعلم أنه ليس جمع الصورة، والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام، قال أبو الهيثم من أنكر أن يكون الصور قرنًا فهو كمن ينكر العرش والميزان والصراط اهـ (٣) أي كافينا الله من كل سوء (٤) قال تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أي كافيه (تخريجه) رواه ابن أبي حاتم عن عزوه للإمام أحمد قال وفيه عطية وهو ضعيف (باب) (٥) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب أخبرني سهيل أخو حمزة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك الخ (٦) أي هو الحقيق بأن يتقيه المتقون بترك معاصيه والعمل بطاعته (وأهل المغفرة) أي هو الحقيق بأن يغفر للمؤمنين ما فرط منهم من الذنوب، والحقيق بأن يقبل توبة التائبين من العصاة فيغفر ذنوبهم (٧) هو معنى قوله تعالى (هو أهل التقوى) (٨) أي لا يشرك بي (وقوله فمن اتقى الخ) أي فمن خاف أن يجعل معي إله أي خاف الإشراك بي كان أهلًا، أي كان مستحقًا أن أغفر له (تخريجه) (نس مذجه بزعل ك) وابن أبي حاتم وابن مردويه، وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب (قلت) وصححه الحاكم وأقره الذهبي، والحديث روي عن غير واحد من الصحابة وخرّج نحوه ابن مردويه عن أبي هريرةوابن عباس مرفوعًا والله أعلم